الأربعاء، ٢٧ أغسطس ٢٠٠٨

الكره والحب فى الكتابة




في العادة، يشعر الكاتب بعد كتابته لكتاب كبير والانتهاء منه بالكره له والنفور منه.

حكى كذا كاتب هذا الشعور، ورغم إبداعهم فهم لا يستطيعون تفسير هذا.

يمكن لأنهم في محاوله التفسير يشعرون بمزيد من الألم.

ولأن العبد الفقير لم ينشر كتاب صغيرا أو كبيرا فمحاولته عبثيه للتفسير أو حتى التفكير في هذا.

ولكني لمست في علاقة حب تبدوا غريبة وقائعها ما جعلني أتفهم هذا الشعور.

أحب شاب فتاة.... قصه مكروره ومكرره ورتيبة و... مملة

الشاب لم يصارح فتاته بحبة، في البداية كان العمل ما جمعهم ثم الصداقة ثم المودة والعطف و.. أخيرا الحب المزمن الذى لصق به ولا نعرف هل أصابها سهم كيوبيد أيضا أم لا.

ظل هذا الوضع فتره زمنيه طويله، يتقابلون كل يوم في العمل وبعد الظهر في الكفتيريا وفى دور العرض السنيمائى والمسارح مساءا، على الرغم من خلافاتهم الغير دوريه، كان يخضع للقيام بدور الكلب الضعيف الذي يسعد عندما ترضى عنه سيدته وتسامحه، مدرك في كثير من الأحيان أنها المخطئة ولكنه لا يحب أن يضيع أيام قليلة بعيدا عنها ويسارع للقيام بهذا الدور ليختصر المسافة عوده للقرب منها.

الحكاية لم تنتهي بخلاف أصرت الفتاه أن يكون قطيعه بدون الحاجة ليهز الكلب ذيله، بل أبتدت.

دون أن يدرك أفعالة ذهب إلى بلدته الريفبه ليستجم، أهمل في عمله ولكي لا يقع فى مطبات طلب نقله

بحث فى تليفوناته وعلاقاتة النسائية السابقة عن واحده يستثمرها فى علاقة حب يعرف أنها تعويض ليس إلا.

ودون الخوض فى تفاصيل أكثر

وجد الحل فى كرهها ... نعم الكره ...النفور ... ليعطى لقلبه التبرير الغير قوى لكى يتحمل بعادها.

الكتاب وخصوصا الروايات الكبيره الحجم أو ما تستغرق مجهود كبير فى صناعتها ( الكتابه حرفة)

يعيش الكاتب مع أبطالها فيتحركون فى غرفته ويفاجئونه بردود أفعال لا يستجيب لها لأنها ستضر البطل الاثير الى قلبه وفى وصفه للعالم يختلف معه ويستجيب أحيانا لشذوذ الإبطال ويعاند معهم ليفرض عليهم المصائر التى قررها عليهم ولكنه لا يستطع ويخضع لتيارات ورؤى شخصيات خلقها بنفسه باختصار يعيش معها قصه حب بكل حلوها وشرها ليكمل العمل الابداعى الذى بين يديه لأنه مشدود له ويعشق خلقه.

ومع انتهائه من الكتابة ووضع كلمه النهاية وبعدها نقطه.

يشعر أن العالم بَعْد عنه ... يفتقدة كما يفتقد حبيب محبوبته ويشعر بفراغ كبير ووحشه دائمة و يحاول كتابه قصه أو قراءه رواية أخرى ... يحاول أن يملئ الفراغ الذي تركه محبوبته فى نفسه بأي شئ والحل يكون بالنفور منه والكره له ولكنه يفشل كما فشل الشاب.

ولهذا لا يحاولون التفسير أملا فى فشل محاولاتهم للكره والنفور



ليست هناك تعليقات: