الأربعاء، ٢٠ أغسطس ٢٠٠٨

الرجل المشهور والرجل العادي


يحكى أن رجلاً مشهوراً أستطاع عن طريق غامض لا يعرفه أحد من الناس

أن يمتلك من القدرات والأدوات ما يعرف به المستقبل

تعود منذ زمن بعيد أن لا يفضى حتى لأقرب أقربائه إلا عن جزء يسير من تكشفه للمستقبل

تعود أيضا أن يترك الناس تختار بين ما يجنبها مضار تصرفاتها في المستقبل أو الانسياق وراء الأهواء والرغبات النابعة عن حاضر مريح



يحكى أن رجلاً عادياً من بقايا الناس على الأرض استطاع بضغط الظروف الحياتية الكثيرة

أن يسير حياتة بشكل لا يريده أو يتمناة لنفسة

تجرى حياتة بتسارع وسرعة وهرولة كصور سنيمائية لا يعرف – هو نفسة – مدى صحة أو خطأ تصرفاتة فيها

أو مدى ذاتية في القرارات التي تتحكم في حياتة

في لحظه من حياتة – لحظة تباطأ فيها الحدث – أراد

وفي رغبته تلك وبتفكير مهترئ ظن أن ثنى خط سير حياتة مهمة سهلة



يحكى أن الرجل المشهور وجد نفسه، فجأة، وسط البشر اكتشافه فجائية ذلك لا ينبع من هبوطه في المستنقع البشرى و لكن من صدمتة عندما علم أن الناس في تأثيرهم على بعضهم البعض يؤثرون عليه أيضا لم يصيبة ذلك بالدهشة أو الانزعاج إلا بعض الوقت فأدواته وقدراته أخبرته بحدوث ذلك يوما ما



يحكى أن الرجل العادي من شده رغبته في الإرادة و لإرهاقة و تعبة من روتينه حياته

لم يفكر كثيرا أو فكر بشكل مهترئ

اهتراء التفكير كان رغما عنه، فحياته وصلت لدرجة سيطرت على شخصيته، و لم تترك له وقت للتفكير إلا في لحظات غريبة وغير صالحة حتى للتفكير السليم

كانتهائه من مضاجعة زوجته قبل أن يهده التعب منها و منه

أو كملل وقوفه على حافة شرفه مكتبه في أفخم مكاتب رجال الأعمال

متردد بين الانتحار كحل أو العيش كحل مساو له



يحكى أن الرجل المشهور فضل مكانته الأولى عن موقعه الحالي بين الناس

هو يؤمن تمام بقدره مثلما يؤمن بقدراته التي ترفعه عن مستوى طينية البشر

يؤمن بأن إمكانياته التي أخبرته بالهبوط صحيحة لا مراء فيها

وموقعه الحالي بين البشر يتيح له العيش بقذارة وارتياح في نفس الوقت

و لكن ما فائدة إيمانه إذا أدى إلى اضمحلال رؤيته للمستقبل

أصبح يرى ضباب خفيف وتشويش بسيط في زوايا الحدث

تأكد من إحساسه بزوال قدرته في لحظات غريبة لم تكن صالحة لروحانية الهبة

كتفرسه في جسد أنثى ممددة عارية تشتاق للمسات رجل

أو كتحديقه في دماء ساخنة تنزف بهدوء لتتسع ببقعة حمراء قانية على أرضية بيضاء رخامية لجثة رجل عادى سقط في بهو مجمع رجال الأعمال



هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لماذاعلى الرجل المشهور ان يفكر بتلك الطريقة ، والرجل العادى الذى نصيبه يسير من المتع والملذات ان يكون حكيما معظم الوقت ويتغاضى عن الحرمان الذى يعيشه فى حياته، وتمنح المشهور قدرا هائلا من الغموض هو نفسه لا يستحقه
تحياتى
ملحوظة واجبة:
اشكرك على كل مافعلته
اميمة عز الدين