الخميس، ١٤ أغسطس ٢٠٠٨

البلد فيها حرير مخملي ... نموذجاً


أدارت الروائية "سهي زكى" مناقشة رواية "حرير مخملي" للروائية "أميمه عز الدين" بأقتدار، فلم تحدث مشاحنات وسارت المداخلات – على قلتها- على خير ما يرام ورغم سخونة المناقشات حول الرواية من الروائية "هويدا صالح" و الناقد المبدع "سيد الوكيل" إلا أن- سهي - بردت الجو بإرادتها الذكية لحضور زوج الروائية وأولادها لمسانده الروائية في إبداعها.

هذا هو الملخص المفيد لأول ندوه لأول أعمالها الروائية حيث أصدرت قبلاً مجموعتان قصصيتان ونشرت عدد كبير من قصص الأطفال – وهو أصعب في الكتابه لأنها موجه للطفل – وهى تحضر الان لصدور روايتها الجديدة عن دار الحضارة أيضا.

منذ كذا شهر، أخذت هذة الرواية كما أخذت غيرها من ندوه الروائي "محمد جبريل" بنقابة الصحفيين وكنت سأتركها في مكتبتي حتى يحين موعد مناقشتها ( بعدها يحلها ألف حلال ) ولكني في الأتوبيس، في طريقي للعودة للبيت، قرأت أول فقره في الرواية وظللت ألتهم صفحاتها حتى صباح اليوم التالي وذهبت إلى العمل كعادتي متأخرا واستعرت موبيل المكتب وطلبت المؤلفة وأسفت وقتها لأنها كانت في غرفة العمليات فأعطيت أبنها رقم تليفوني ورجوته أن يطمئنني عليها. بعد أنتهائى العمل، أسرعت إلى سهي لكي أخبرها بروعه الرواية فوجتها - وكان هذا غريب وقتها لولا أن فسره الناقد "سيد الوكيل" اليوم في الندوة كيف إصابة هذا أيضا – تحكى لي كيف سهرت معها وأكملتها على المقهى حتى قابلتها. لم تكن لنا سيره في الأيام، حتى اتصلت بي بعد سلامه العملية، إلا هذه الرواية وطفنا نوزع النسخ المحدودة بين أصدقائنا بالتوازي. أيماننا بالرواية ليس لأنها جميلة وممتعة فقط بل لأننا وجدنا أخيرا رواية من أدب الأقاليم ( الكاتبة من الزقازيق) تقدم حبكه روائية محكمة، ذات موضوع حساس، ويحتوى على جرأة مدهشه . دعنا لا نمدح في الرواية كثيرا أو قليلا فهي مليئة بالمناقشات معها وضدها وحولها. الذي أثارني فعلا أنه أثناء محادثاتنا التليفونية ومناقشتنا حول الوضع الثقافي وكيف أنه مجحف ولا يتلقف أي أبداع جديد وينقده ويرشده إلى الطريق إلا لأردئ العمال بالواسطة بين الكتاب كأننا في مؤسسة حكومية...ولماذا كأننا!!...نحن فعلا في مؤسسة حكومية يرعى فيها الفساد حتى النخاع فلا عجب أن يصل إلى الثقافة وأهلها. قلت لأهون الأمر على نفسي وليس عليها نحن أيضا في القاهرة نعانى من هذه المشاكل وتذكرت قول ل"غادة عبد العال" صاحبة كتاب/مدونه "عاوزة أتجوز" أنهم في المحلة ليس عندهم مكتبات على الإطلاق ويعتبرونها بلد عمال وعمالة فقط وتحكى موقف طريف أنه حينما أتاها أيميل من دار نشر الشروق يطلب التعاقد معها توقعت أن أحد أصدقائها يهزر معها حتى سئلت وعرفت إنها أكبر دار نشر فى مصر وتحكى أيضا أن الشباب أصدقائها يخصصون يوما فى العام يحجون فيه إلى معرض الكتاب بالقاهرة لكي يبتاعوا بكل ما حوشوه طوال العام . قالت اميمه:" إذا كنتم تعيشون على بصيص ضوء فإننا نعيش في عتمة كاملة" ،أدركت مدى صدق هذة المقولة عندما عرفت أن المشكلة أيضا ليست في وجود الكتب ولكن أيضا غياب الاحتكاك وعدم أقامه ندوات لمناقشة الأعمال الأدبية المطروحة.

أتعرفون لماذا أرفض نشر مجموعتي القصصية"أحبت نبيا"؟، مع إن معظم أصدقائي من الكتاب قالوا بجودتها مع ما بها من أخطاء فادحة في اللغة والنحو ممكن معالجتها!

لأني كتبتها في وقت لم أكن أعرف أو أتصور في ذهني أن هناك كتاب أمثال نائل وطارق وسهي يكتبون ويتنافسون أدبيا، ( معظمكم لا يتصور حجم هذة المعاناة، ولأني قاهري تغلبت على هذة المشكلة سريعا، فما بالكم بالأقاليم )، دعنا أنى لم أكن أعرف إبراهيم أصلان ولا البساطى ولا حتى المخزنجى ، عدة أجيال وقعت منى ولم يكن أمامي غير التهام مشروع نجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعي كلة و بعضا من هراءات أنيس منصور وكثير من مقالات وكتب محمد حسنين هيكل.

صحيح أن هذا أسس أرضية صلبة ولكن أين البناء عليها وطوال سنتان، منذ نزولي وسط البلد، اشتريت ألاف الكتب وتعرفت على مئات من الكتاب ( بمساعدة أصدقاء )

لكي أعوض ما فاتنى طوال عشر سنوات مضت.

المهم... مفروض أن في هذة التدوينه أتكلم عن "حرير مخملى" و" أميمة عز الدين". لهذا لمست معاناتها وأدخلتها ضمن مشروعي للدعاية للكتاب وحاولنا تنظيم ندوه لها عن الأديب الكبير محمد جبريل (بمساعدة الصديقة سهي )ولكنها لم تستطع الحضور، وذهبت إلى "د.عزه بدر" أعرض عليها الكتاب لتكتب عنه في مجلة "صباح الخير" (بمساعدة الصديقة نهى )، وفى مجلة الشباب (بمساعده الصديق هشام )، وكتب دراسة عنها الروائي "احمد عامر" (ستنشر قريبا في البديل بمساعدة الصديقة سمر )، وكتب دراسة أخرى الكاتب الشاب "محمد هاشم" دراسة وتسلمتها الروائية في الندوة.

أحب أن أؤكد هنا أنى لست صاحب فضل على اميمه (كما قد يفهم من كلامي) فمهما فعلنا في إحداث حراك ثقافي حول العمل فإنه لكن يوازى الإبداع نفسة وأيضا أنى لم ولن أمجد في الرواية (فأنا لست ناقد وهذا لا يدخل ضمن مهام دعايتي للكتاب) فأنا مجرد كاتب يشق طريقة مثل غيره ويمتلك قليلاً من الحس النقدي.

استفدت شخصيا من النقد المتميز للروائية "هويدا صالح" و الإلمام النقدي الموسع الذي قراء به المبدع "سيد الوكيل" الرواية، لذلك أشكرهم بكل تقدير ليس لوقوفهم بجانب المؤلفة إنما بجانبي أنا أيضا بحجم الاستمتاع النقدي الذي أُمتعت بة .

هناك ٤ تعليقات:

Unknown يقول...

Very good......

_ زين_ يقول...

والله أول مرة تبسطني منذ زمن طويل فليست هناك على الاقل مشاحنات واتعرفت على كاتبه جديده قديمه وانت كنت هايل في السرد
صباح الفل
ومساء السعادة

fawest يقول...

باد جيرل
THANKS

fawest يقول...

د.زين

تانى مره أبقى سعيد بتعليقك
أول مره كنت أول واحد يعلق عندى (بعد واحد تركى معرفتش أفهم كلامة)
دى تانى مره
لما كان حد يقولى أنا شوفت مدونتك وعجبتنى أو واحد يقرا قصه ليا ويقول عليها كلام حلو
أتعجب
لأنى أنا نفسى مش مقتنع بيها
وعامل المدونه دى مجرد تمارين كتابه
لذلك لا تهمنى التعليقات سواء جميله أو وحشه

بس إنهارده والقصه اللى بعتها ليك
كنت راضى بنسبه كبيره عنها
والبوست دا كمان

فلما تعليقك يذكر نقطه السرد
يبقى أنت فاهمنى
مش عاوزأقول أنى وصلت لسدره المنتهى
لسه قدامى شوط طويل
بس لما تأكد لىّ أن رضا نفسى عن كتابتى صحيح
أبقى سعيد جدا

تخيل يا دوك
قعدت فتره طويله لا أقرا نصوص ليا فى أى ندوات
ثم أخترت قصه اليوم الذى سرقت فيه الكتاب لقرائتها فى ندوه
ووقفت كتير وتعجبت كيف كتبت هذا القرف
ولقيت نفس ملحوظتك أنى بخرج عن السرد وأطلع بزوايد مش لطيفه
شكرا يا دوك