الثلاثاء، ٢٤ يونيو ٢٠٠٨

الكلمة مسئوليه


لو كتبت عن الكلمة سأسطر مجلدات

ولكن بعد تعليق القاصة "أسماء عواد" الأخير والتي لم تجد مكان له إلا في تدوينه "صديقتان واثنتان ونصيحة" حيث أغلقت التعليقات في تدوينه "عن حياتي طوال أسبوع مضى".
تذكرت شكوى أحد أصدقائي الشعراء من إشكاليه ما تؤرقه وأفصح لي عنها

عسى أن أشاركه إمكانية الحل والنقاش أو الدردشة

قال، فيما معناه، أنه أصبح يخشى تصدير رؤى وأفكار معينه في شعره فيتأثر بها قارئ ما في حين أنه هو نفسه يتمرد على أفكاره ويغيرها في مرحله تاليه.
فهمت منه، بعد جدال خفيف، أنه لا يخشى التغيير نفسه في شعره

فعمله الابداعى التالي يمحوا السابق (أللهم إلا كان نشر في كتاب) أو على الأقل يعلوا عليه
هو يقصد الكم المعرفي لمحتوى إبداعه وليس الأساليب والفنيات.
جوهر إشكاليته هو مدى تأثر القارئ به وبأفكاره الموضوعة في ذات العمل الادبى ومدى مسؤليه الكاتب عن ما يكتب، همست لنفسي أحاول أن أجد فسحه من الوقت للرد : إذا كان الشاعر يفكر بهذه الشكل فما حالى أنا وأنا ناثر/كاتب قصه، أسرعت بالقول إن هذه الاشكاليه لم يجد لها أحد حلا شافي على مدار التاريخ ولكن هناك فترات تم إهمال إيجاد حل لها وفترات أخرى تم التمسك بحل مقارب ومتعصب، قبلها بشرته- بلهجة تمحوا بقدر الامكان ما في قولي من مدح – أنه مجرد تفكيره في هذه المعضله يعنى أنه يتحمل مسئوليه الكلمه وأنه بذلك على بداية أبداع خاص مؤسس على تفكير بوعي رسالة الكاتب تجاه مجتمعه والعالم.



أخذ الكلام بيننا منحنى أكثر تطورا أثرى النقاش ولكن كعادة حوارات الطرق انتهت إلى البتر بنهاية الطريق الاسفلتى



رجعت بيتي تتقافزنى العبارات التي قلناها وتداخلت معها عبارات شغلتنى قبلا لم أضعها في صيغه إشكاليه، تلك الاشكاليه عند الشاعر تظهر بصوره أوضح وأكثر صعوبة في الحل، فقارئ الشعر أو المستمع لهو أكثر تأثراُ من قارئ الروايه والقصه، التأثر يكاد يكون فوري وأقوى، لكن على صعيد أخر الشعر لا يحمل هذا الكم المعرفي الذي يخشاه صديقي الشاعر ليتأثر به القارئ ... لكنى دعنى أُراجع الجملة الاخيره ... قد يكون مدح أو ذم شخصيه معينه في الشعر خيانه لرمز تلك الشخصية ويكون خوف الشاعر وإشكاليه صديقي مبرره



أستطيع ككاتب قصه أن أعالج – نوعا ما – هذة الاشكاليه ، بمراجعه مصادري وقراءاتي وكتابه العمل أكثر وتقبل كافه الملاحظات السلبية والايجابية حول العمل، ليس بهدف تجويد العمل وإيصاله إلى صيغه نهائيه متميزة بالقدر الكافي ليرضى عنها الكاتب والقارئ، بل الهدف الأسمى هو الاطمئنان إلى بلوره فكر ورؤية الكاتب في العمل الادبى.
الميزة التي أتمتع بها ككاتب بكتابه العمل أكثر من مره السابق ذكرها لا يمتلكها الشاعر، ففي معظم الأحوال ننظر إلى الشعر على أنه وحى أو أقرب للإلهام منه إلى المجهود والتعب وملئ مسودات كتابه قصه ورواية



كل ما قلت ولم أتطرق إلى القارئ بعد
إذا كان الكاتب مفرد والشاعر مفرد فالقارئ جمع
وتعبير جمع ليس فقط التفكير بشكل جمعي ولكن أيضا احتوائه على مستويات كثيرة من التلقي، تجعلني سواء كنت كاتباُ أو شاعراُ أحمل ثقة زائفة (بمعنى أن ليس لها دليل) إن كلماتي ستصل إلى قارئ مفرد على الأقل يستوعبنى بالاضافه أنه له مطلق الحرية – بغض النظر عن تأثره – في رفض أو قبول العمل، لأن العمل الابداعى في هذه اللحظة بالذات تحول إلى كائن منفصل عن الكاتب كفرد أو القارئ كجمع، بمعنى الكتاب، بمعنى النص، بمعنى الكتابه.
لو وعى الكاتب لهذه النقطة تحديداُ لأطمئن لعدم التفكير في الاشكاليه سابق ذكرها
ولأطمئنك أكثر (( صديقي الكاتب والشاعر))





القارئ يتحمل معك مسئوليه
الكلمة

هناك ٦ تعليقات:

أسما عواد يقول...

صديقي
القارئ يتحمل معي مسئولية الكتابة باعتباره فاعلا أيضا
شكرا لك
بالرغم من احساسي بأن المسئولية لم تغادرني بعد إلا أنك طمأنتني بما يكفي لأن أكون أكثر انطلاقا
شكرا لك مرة أخرى

fawest يقول...

أسما -
أنا الذى أشكرك لأنكى حفزتى قلمى لكتابه هذه السطور

dodda يقول...

ازيك؟؟

fawest يقول...

كويس، قاطعتينى وأنا بقرا تدوينتك

سلام يا جميل

fawest يقول...

وكمان مش عاوز أعلق عندك

وأقول كلام مش هيعجبك

صحيح الدعاء جميل
لكنى لا أحبه لنفسى
فربى لن يرضى أن أكون مسكينا فى طاعته
بل فخورا وعزيزا فى محبته

dodda يقول...

ده دعاء المسيح عليه السلام..
واعتقد ان المسكين اذا ما صبر على دنياه كان جزاؤه الجنه لا محال
وعدم وجود ما يملكه يجعله اقدر على الطاعه....

انا كنت بسلم عليك ومكنتش قرأت البوست

جميل ان يتحمل الكاتب مسؤوليته كامله
واعتقد ان افكارا كانت تراودنى فى هذا الموضوع انتظر ان تتبلور فى شكل بوست لاطرحه وانتظر تعليقك