الأربعاء، ٨ أغسطس ٢٠٠٧

اليوم الذي سرقت فية الكتاب


شممت رائحة الورود تهب مع النيل. كان تيار الهواء المحمل برائحة الورود يجرى مع الماء في مجرى النيل.أكاد أؤكد إن دوامة المياة أسفل الكوبري يصاحبها تيار كثيف من رائحة الورود يغمرني .رفعت ذراعيا وفرجت ساقي كي تلتصق الرائحة بجسدي و ليس فقط بملابسي الخفيفة. لا اعتقد أنى شممت رائحة ورود طبيعية من قبل. اعرف رائحة زهر البرتقال و الفل ورائحة أوراق شجر المانجو و الموز فقط ، حتى عندما أمر على الصناديق الزجاجية أسفل الكباري افترض أنها البوكيهات الملونة التي تبعث رائحة الورود، ولكني أنتبة في كل مرة بعد مروري السريع أنها الرطوبة مختلطة بصنان البول مع تركيزات مختلفة لعطور فتانات يمررن دائما بجانبي.لكنى اليوم نتأكد أنها ورود و طبيعية.لا يحتاج المرء لتعليم الأشياء بروائحها لكي اعرفها يكفى انك تشعر بها .انها ورود. لم يحدث قط في حياة المدينة ان ارتفعت درجة الحرارة بهذا الشكل. لهذا غبطت نفسي لأنى استمتع برائحة ورود ترطب الجو الخانق جعلت حذائي الرياضي يرتفع عن أرضية الكوبري.تمالكت نفسي و نزلت.خفت من شرطي بزية الأبيض المتهدل يظن أنى مقدم على الانتحار، هو بالطبع لا يعرف إن الكتاب الذي في يدي مسروق، حتى لو عرف فستحتاج أمينة المكتبة وقتا أكثر من الازم لتقنعة بأهمية الكتاب ليسرق.هذا إذا كانت رأتني أصلا. تمهلت في مشيتي حتى نزلت من سلم المشاة.الحر القائظ لم يمنع المحبين و العشاق من التجول على الكورنيش .فكرت أنى طالما قررت المشي – على الأقل في هذا الحر –أن أجاورالنيل.أحسست أنى ملهما – بالتأكيد - حينما غمرني رائحة الورود ثانية مع إقترابي من النيل. نيلنا محمل بكل ما هو جميل بدأ من الطمي حتى رائحة الورود.سأحذف - بكل التأكيد - حكاية سرقة الكتاب عندما أحكى لنيرة حكاية الورود.اشعر بأسف حين تظن أنها حكاية خرافية أخرى أطعم بها قصة من قصصي و تهز رأسها إشفاقا لان اللة – والحمد اللة –بلاني بخلل في عقلي من القراءة و الكتابة فقط و لم يمتد إلى علاقاتي اجتماعية مع أهلها أو اهلى.
كيف سأبرهن لنيرة بضع سنتيمترات تفصلني عن الأرض عبر الايميل. كل هذا بدا طبيعيا بالنسبة لي، إلا أنى شعرت بالخلل –الذي تشير إلية نيرة بإصبعها إلى دماغي و تضغط – يتحول إلى جنون.فكيف تندفع رائحة الورود فجأة إلى أنفى عندما استيقظ في غرفة نومي، بعيدا جيدا عن النيل على اثر سهر طويل مع الكتاب ، ارتديت ملابسي على عجل –هذا من بقايا العقل في - ورحت أتتبع ككلب بوليسي مدرب الرائحة إلى أين تقودني . و أيضا من بقايا العقل استنتجت إن نهاية رحلتي ستكون موقفي أمس على الكوبري أو كورنيش النيل. طلاوة هواء الفجر أعطت رائحة الورود مذاقا أخر.قبل إن انزل فتحت الكمبيوتر لأكتب تدوينة فوجت رد نيرة على ايميلى أمس تقول أنها شمت رائحة الموز وهى تقراء رواية لجابرييل جارسيا ماركيز و لكنها انتهت.الم اقل قبلا أنى اعشق هذة البنت.تصاعدت رائحة الورود تملأ البيت حتى أن امى و أبى صرخوا في – وهم نائمين – أن اكف عن قراءة الكتاب وأطفئ النور لتخف الرائحة النفاذة و أضاف أبى بنبرة تنبية لأول مرة "رائحة الشواء مازالت تملأ البيت حتى أكملت روايتك في مكان أخر.فنم ألان.و صلى على النبي "

هناك تعليقان (٢):

_ زين_ يقول...

منين ياشيطان بتجيب الأفكار (النيرة ) دي، فكرة رائحة المكان اللي بيغطيه عمل الرواية جميلة جدا، بس ياريت تشيل الأخطاء اللغوية، أنا عارف ان الكلام في اللغة مامنوش فايده بس مهم برضه.
شيله وانشرها ووزرها علينا جميعا
تحياتي

ملحوظة : ياريت تشيل البتاعة دي بتاعت اword verification لأني ساعتها بكره نفسي وبحس إني طالب في كي جي بتعلم الكتابة، رغم انها محطوطة لسبب إنساني بس كترها (إنساني)

fawest يقول...

زين- معليقى الوحيد مع إن العداد بيعد من اول الشهر فقط كان فى زوار لايعلقو طوال الشهرين اللى فاتو
المهم اية البتاعة دى
وكمان لما تلاقى غلطة قول انا مش هزعل بس انا معرفش
وانا ناوى على اداب بعد علوم علشان كدة