السبت، ٢٥ أغسطس ٢٠٠٧

أصلان وعبد القادر






فكرت وأنا إقراء إحدى قصص عالم نارينا ل أس أس لويس بعنوان الأسد والساحة وخزانه الملابس، أنها تصلح لتكون قصه لما قبل النوم لابن أختي عامر مع انه لم يتعد السنة والنصف، لكن هذا لم يمنعنى من تخيل هذا اللقاء وقلت لماذا يجب أن تكون قبل النوم فلأحكيها له ظهرا أو بعد الغذاء ونحن جلوس في الشرفة الواسعة ولكي أزيد من تشويقه سأحكى له كل يوم فصل من الحكاية 0 في تخيلي ليكفيه إلقائها وصياغتها له، تنبهت إلى شئ خطير وقلق في آن واحد 0 إذ أن في أحد فصول الرواية يقول الأسد أصلان بعد أن عاد إلى الحياة " لكنها لو كانت تقدر أن تنظر إلى الوراء ابعد قليلا ( يقصد الساحرة الشريرة ) لقراءة هناك صيغة سحريه مختلفة ولكانت عرفت انه عندما يقتل ضحية راغب، ما ارتكب خيانة قط، بدلا من شخص خائن، فان طاوله الحجر ذاتها تنشق والموت نفسة يبدأ بالتراجع والانهزام " الحكاية تروى أربعه أشقاء دخلوا عالم نارينا العجيب بالصدفة ووجدوا أنهم جزء من نبوءة تشير إلى زوال حكم الساحرة الشريرة الظالم على عالم نارينا بقيادة الأسد أصلان الذي يترقب الجميع وصوله استعدادا للمواجهة معها ، ولكن احد الأشقاء يخون وينضم إلى الساحرة ويضطر أصلان بمبادله نفسه مع الخائن ليعود الشقيق الرابع لهم وتكتمل النبوءه وفى المقابل تقتله الساحرة 0
الجملة الأخيرة لأصلان هي التي بدأت تثير قلقي 0 في البداية كيف اشرح لعامر – حتى وان لم يطلب – شرح لتلك الفقرة ، كيف سأدع تلك الفكرة تمر في ذهنه وتستغرق في عقلة الطفل 0 أنها فكره مخيفة " الموت نفسه يبدأ بالتراجع والانهزام " ليس ضروريا عمر المتلقي لكي أقول له أن الموت هو الحقيقة الوحيدة التي تستحق الاحترام والقداسة في الدين الاسلامى ولا يفترض بنا أن نصفها بالتراجع والانهزام أجد تلك الفكرة تتردد صداها في أدبيات الغرب في سينما وتلفزيون - فالوسيلة التي توصل الأدب أصبحت هي أدب وفن في حد ذاتها – مثل مسلسل lost بلفت نظري الحوار التالي "أخاف أن أموت "" لن ادعك تموت ثق بي " ويتكرر هذا كثيرا وكأن الموت مخلوق تستطيع أن تهزمه ويكون سبب كثير في الأزمات النفسية عندهم هو الشعور بالذنب لأنهم لا يستطيعون – بطبيعة الحال – دفع شر الموت عن أحبائهم ولا يحيلون الأمر إلى الشئ الطبيعي القضاء والقدر 0
عندما تعمقت في كلام الأسد أصلان أجد نفسي اصل إلى الصورة الأكبر فكره التضحية والتي يجب – حسب قول أصلان – أن يكون لها ثلاث شروط الأول انه راغب وليس مجبر على الأمر والثاني انه لم يرتكب خيانة قط والثالث انه يضحى بدلا في شخص خائن ثبتت عليه التهمة أليست هذه فكره التضحية في الدين المسيحي، المسيح يصلب وهو راغب ويضحى من اجل أبنائه على الأرض وطبعا لأنه نبي فهو لم يرتكب خيانة أو خطيئة قط ( لا خلاف على هذه النقطة )
لا يمكن شطط التفكير يصل بي إلى هذه الصورة 0 على هذا الاساس يتضح معنى "الموت نفسه يبداء بالتراجع والانهزام"، معنها في الدين المسيحي هي القيامة، فالمسيح – حسب الدين المسيحي – يقوم بعد الصلب والدفن بثلاثة أيام 0
لا يمكن أن ما أفكر فيه خطأ أو شطط في التفكير، فالصورة تتضح أكثر وأكثر فبعد أن يعود أصلان للحياة يذهب إلى قصر الساحرة الشريرة ليعيد الحياة إلى التماثيل – حسب المشهد في الفيلم السينمائي – ينفخ في التمثال فيعود كائن حي كما كان ويقاتل في صفوف الأمير بطرس وهو الذي يجهز على الساحرة الشريرة0
لا يمكن أن ادخل في عقل عامر تلك الأفكار حتى لو كان عمره شهر 0 في خضم اضطرابي تذكرت جملة جميلة لابن عمتي في الأرياف، ففي موسم جمع القطن ظللت اتاملهم وهم يكبسون القطن الأبيض في شوال خيش واسع كبير بطريقة معينه حتى يستقيم الشوال ويصلب عوده ولا تظهر كسرات وثنايا في الشوال 0 صرخت محذرا وأنا أشير إلى الصغيرة ندى وهى تضع بقايا القطن في كيس صغير وتفعل كما يفعل عمها وقلت له " البنت هاتبوظ القطن، هتسيبها كده تلعب به" عندما تفوهت بتلك العبارة أحسست أنى استخدمت تعبير تلعب فهي لم تتعدى السنوات الثلاث ورد على عمها وابن عمتي بابتسامه كبيرة" اسببها تلعب 0 أمال أنت عاوزنا نوديها ديزني لاند " وقتها تذكرت كيف عارضت فرنسا أقامه مدينه ديزني لاند على أرضها
صحيح ليس ضروريا أن نذهب بعامر أو ندى إلى ديزني لاند بل يوجد عندنا –تراثنا العربي-كثير من حكايات الأطفال المثيرة و المفيدة .جوهر اعتراض فرنسا أنها تعرف أن عندها أكثر من ميكى موس و دونالد دك يكفوا نشئها بالإضافة إن مدينة الملاهي ستجلب مفاهيم مغلوطة لا تناسب أو تتناسب مع ثقافتهم ولهذا قررت إن أحكى لعامر حدوته مصرية تسمى " حظك يا عبد القادر " ولهذه الحكاية كلام أخر 0000

هناك ٦ تعليقات:

_ زين_ يقول...

الفاوست الكبير
أنا شفت الفيلم مرتين، ولم أقرأ هذا العمل، لكن يبدو أن قرتءتك له، كانت قراءة مغايرة، ففي الوقت الذي اعتبره الكثيرون أنه مجرد فيلم مغامرات للأطفال، كما أنه يعيد للأذهان فكرة الأبواب المسحورة، ونكهة المتاهة، إلا أنك قرأته من وجهة نظر مغايرة، ولاأدري إن كان يحتمل هذا التفسير أم لأا، إل أنها وجهة نظر تستحق النظر والاحترام.
تحياتي

بحلم يقول...

حرصك علي تمصير، أو فلنقل تعريب، أو ربما"أسلمة" وجدان الطفل في هذه السن الصغيرة، أنا شايفاه شيء مهم ومحمود جدا
هو كدة كدة حيكبر بسرعة، ويدخل العالم الضخم"اللي مصرين يسموه قرية صغيرة"، وحيبدأ يتعامل مع الاتصالات وكوووول مظاهر العولمة سريعا سريعا..أنا رأيي اذا متلحقش الولاد دول واتبطنوا ببطانة اسلامية عربية مصرية، حيتشوهوا بالتأكيد..كتير بخاف عليهم..قوي
يعني جيلنا شاف الطفرة دي ف بداياتها، لكن لسة فاكرين ألف ليلة وليلة، وريما ومشكاح، وفوازير نيللي وشريهان، وابراهيم الطاير ، عشان كدة عرفنا نستقبل ف صبانا أحمد خالد توفيق، ونبيل فاروق، وأدب نجيب محفوظ، ويوسف ادريس، وفيروز ومحمد منير وأحمد زكي مع كوووول اللي حاصل ف عصرنا..لكن هم حيفتكروا ايه يثبتهم علي أرضهم ويحفّظهم تاريخهم ، وحيلاقوا ايه يعيشهم واقعهم الحقيقي
اللي ماضيه هاري بوتر وريكي مارتن وفريندز، واقعه حيبقي مختلف أكيد
من هنا بأكد علي أهمية اللي عملته مع عامر
يلا نعمله مع ولادنا

_ زين_ يقول...

المدعو طه عبد العليم
المشهور بفاوست الشرير
أنا كان نفسي أكتبلك الكلمتين دول يابني في بوست عندي، لكن علشان ماحدش يزعل قولت أقولهوملك في مدونتك وأمري لله، أنا طبعا خليتهم يحتف؟وا بالجرنان المدعو أخبار الأدب في العدد اللى فيهقصتك الصغيرة قوي الحياة، ولأني اكتشفت بعد ماقريت إنك لخصت الحياة كلها في كلمة "وماذا بعد؟" ولأن أباك غير معني بما تفعله، أو يدعوك لاتكرار مايفعله، وهو ماكان يجب أن تكتشفه منذ البداية، فإني أرفع القبعة لك، على إعادتنا للعبة التكرار.. والتكرار يعلم إيه؟ قوووول..
تحياتي ودمت لقائمة الأدمغة التي أعتز بمعرفتها

fawest يقول...

زين - يسعدنى انى ابعث لك بالرواية المكتوبة و عندى احساس انك هتقرء اللى قرأتة
مثلا ثلاثية ماتريكس الكل شايفها فيلم حركة و خيال علمى
بس و دة مؤكد برأى المخرجين يحمل مضامين فلسفية و دينية
كتب كتبت خصيصا لتفسيرها
انهم يدسون السم فى العسل ولازم نكون على وعى فى فهم تلك الاشياء
بحلم- تمصير،تعريب،أسلمة
دة كلام كبير المهم نخرج اطفالنا من عالم التغيب اللى عاوزين يسيطروا بية على نشأنا
زين مرة ثانية -
بالمناسبة العزيزة نهى تدعوك دكتور
هل هذا صحيح
انا و لا شرير ولا حاجة وكفاية على دماغة العالية
اولا مع احترامى لك لا احب ان يتم اسقاط أى شئ اكتبة على
قووول البطل و ريحنى
شكرا على فهمك الجميل للقصة

R.R يقول...

الله عليك
كتير منا مش بينتبه للمعانى دى
انا عن نفسى مكنتش بفترض انهم عاوزين يوصلو او يثبتو فكر معين
بس اما بقيت اركز فى اهداف الفيلم او الروايه او بالمعنى الادق اما حسيت بتغير فى فكرى اما بتفرج بقيت اركز اكتر فى معظم افلامهم ولقيت ان الاغلب فيها بيلعب فى المنطقه دى
تحياتى لك يا استاذنا

غير معرف يقول...

انا سمعت عن فيلم نارنيا لكن يبدوا من كلامك انه كمثل العديد من الروايات التى تحاول ادخال بعض افكار المسيحية فى الاطفال من الصغر بالنسبة لك انت كبير تدرك ما يحدث انا هم يحبونها يتعلقون بها
وبالنسبة لسئالك ازاى تشرح له الموت وان الموت هو الحقيقة فدى مش مشكلة الاهم انك تقول له ان الموت ضرور ى لكل انسان حتى ينتقل من عالم لاخر ثم عندها ينضم لرحمة الله والمهم ان تكون جديرا برحمة الله وان تعمل لها

الالعاب القديمة والشعبية واللى كتير منا جربها بجد ليه شعور تانى اجمل وخاصة لو كان حد فى اهلك هو اللى بيعملها معاك دى تغنى عن اى تطور حديث للعب الاطفال او دجيزنى لاند فاهم ما يريده الطفل هو الشعور باهتمام الاهل