الثلاثاء، ١٣ مايو ٢٠٠٨

أسئلة


عندما خرجت حروف الكلمات من فمة، كانت في غمرة غضبها وعنف ثورتها فلم تنتبه لأي لفظ قالة.
تجمعت الحروف ببطء في الهواء لتشكل الكلمات المنطوقة فوقفت تتطلع إلى الكلمة لكي تقرأها وقبل أن ينساب المعنى إلى عقلها، شعرت بالهواء من حولها يختفي، يتبدل إلى فراغ هائل، وحدة، كآبه، صمت، كل هذا التكوينات تسللت إلى وعيها في هدوء في بداية الأمر ثم فجأة أرتطم موج الكلمة إلى حنايا قلبها صانعا هدير مزعج أفاقها رغم عنها وانتشلها بقوه إلى ارض الواقع.
انتزعها كما لو كانت بقايا جسدها وروحها على جانب آخر من كل العوالم ردت روحها إليها دفعه واحدة، فهدها وأفقدها الاتزان لحظه كانت كافيه لتترنح فيها على أقرب كرسي فكان جسدها أعجز عن حملها.
ردت لديها مكونات الشعور العادي الذي يحسه أي إنسان
تولد لديها شعور أنها لن ترى السعادة مره أخرى ولن تعرف لها طعمها كل اللحظات الجميلة التي ضحكت فيها من قلبها تلاشت ... لم تعد تذكرها...شعور مر.
أزعجها أن لحظات السعادة التي حاولت بكل جهد ممكن أن تختزنها لتعيش بها...ضاعت...تاهت في فراغ موحش...تشبثت بكل جهد أن تستعيد حياتها لكن الشعور المر بالكأبه المسيطر على جوها منعها ووضع حاجز سميك على محاولاتها.

حاولت أن تستعيد لمسات يده الحانية على مفرق صدرها
فشلت
حاولت أن تستعيد طعم أصابعها في فمه في أوقات الضحك
فشلت
حاولت أن تستعيد نبضات قلبها ممتزج بدفء صدره
فشلت

ماذا سيبقى لها إذا لم تفطر طفلها المدلل صباحا كل يوم
ماذا سيبقى لها إذا لم تتشرب كل لذة قبلة بين أحضانة الدافئة مساءاً
ماذا سيبقى لها إذا لم تنتظره لتغمرة بالضحك والمرح
ظهراً

أفزعها أن ستضطر يوما إلى رجل يعرف ويفحص أسرار جسدها- حلالاً أو حراماً- ويعبث بصدرها غيرة
هل ستخجل امرأة غيرها من عرية وتخاف على جسدة العاري من لمسه هواء باردة
هل ستخجل امرأة غيرها من تقبيل كل أنحاء جسدة للتوسل أليه ألا يفارقها

هل عرف ما تعانيه من عذاب في بعدة

كيف ستفيض حب وود وحنان بعد الآن
كيف ستمنح اى مخلوق ولو قطره مما منحته إياه
كيف سينبع من ثديها لبن صاف رقراق إلا له

لماذا لم تبذل كل ما خلقه الخالق من أمومه وأنوثة فيها له
لماذا اضاعته!!
لماذا تخلى عنها!!

هناك ٧ تعليقات:

هشام الصباحي يقول...

جميل ياحج
والصورة رائعة كمان

Moh'd Shaltaf يقول...

جميلة وتدخلك في جو نفسي يتدرج من التوتر الى الغموض فالاكتشاف الى أن ينتهي بالحزن...تسلسل جميل ولكني لو كنت ناقدا لكتبت وأطلت

دمت بود

fawest يقول...

هشام - مش عارف أقول إيه لكن حكايه القصه دى كبيره
والصوره كمان
مش هقدر أقولها كلها فى تعليق
لهذا لها بوست مخصوص
أتمنى أن تتكرر زيارتك للمدونه مش بس فيسبوكيين

شلفت- الكلام الذى قلته أحسن عندى من أيى ناقد
أتمنى لا تفسد كلامك عندما تكون نافد

Moh'd Shaltaf يقول...

صديقي ...انت المدون الثاني من مصر الذي ينعتني ب "شلفت" هيهي
اسمي محمد شلطف ونقص او تحويل اي حرف يؤدي الى نتيجة وخيمة :)

ربما أتجرأ وأنقد نصاً كهذا إن اكسبتني الحياة والقراءة تلك الثقة

دمت بود

fawest يقول...

شلطف - معك حق فى النتائج الوخيمه
مع أن من يكتب أسمى طاها
والاصل طه
أعتبرها من باب الهزار
وأول كتاباتى على الكيبورد كنت أكتب أسمى طة بالهاء المربوطه
وفى أحد المرات قال لى صديقى النحوى أنطق الهاء مرققه وليست غليظه كما تفعل
فعذرا

أما بالنسبه للنقد
فقد قصد ان القارى العادى(أى ليس الاكاديمى ) له وجهه نظر وتذوق خاص به
يحظى بتقدير خاص من الكاتب
وكلماتك تصب فى هذا الاتجاه وهو يكفينى

على فكره أتابع مدونتك حتى لو لم أعلق

غير معرف يقول...

رائع فعلا ان تستطيع أن تصف بهذه الدقة شعور امرأة على وشك أن تنفصل عن حبيبها وروحها. فاذا كانت قد "ردت روحها اليها دفعة واحدة .. ودت اليها مكونات الشعور العادي الذي يحسه اي انسان" فإنها قد ماتت بالفعل في تلك اللحظة وللابد. فاذا كان خروج الروح صعبا فعودتها أكثر ألما وأعنف.

fawest يقول...

أميره غجرية

شكرا لزيارتك لتدوينة قديمه
أحد صديقاتى قالت بإستحاله وصف هذا الشعور- على الاقل كرجل

تذكرت حدث قديم، عندما كنت فى فريق التمثيل بالكلية، تحدى ممثل المخرج أنه بإستطاعته أن يمثل أى دور
فرد عليه المخرج
هل تستطيع تمثيل دور إمرأه مطلقه لتوه

إعتبرت هذا تحدى
و ألفت هذه القصه
والحقيقة عدلت فيها كثيرا حتى تخرج هكذا
فجميل أن أستطعت أن أوصل لك الحالة
شكرا مرة ثانية