الجمعة، ١٤ مارس ٢٠٠٨

الحلم والمجتمع

الحلم هو تجربه شخصيه لها عمق عماد حياتنا الواعيه.
الحلم هو الاسطوره الشخصية للإنسان .
الأحلام تأتى من الخيال وتقوم معتمده على أرضيه طاقات البدن الروحية وهذه الطاقات هي نفسها موجودة في كل الكائنات البشرية، الفيصل هنا عندما يصبح الحلم هو الاسطوره الشخصية للإنسان الفرد.
فإذا حدث وأتفق حلمك مع المجتمع، فأنت فى أتفاق صحى معه، تدور فى فلكه، يخدمك و تخدمه.
أما إذا كانت أحلامك متنافرة مع المجتمع، تطلب ما لن يستطيع المجموع أن يلبيه حتى لهذا فسوف تتعرض لمشاكل وإضطرابات .
وإذا أُرغمت على أن تحيا في هذا النظام – نظام أحلامك فيه متنافرة وغير متسقة مع تطلعات المجتمع المحدودة – فستكون بالضروره عصبيا قلقا لأنك ستخرج من المجتمع الذي كان يحميك – أو بالنسبة لك يضفى عليك حماية زائفة حتى في الخضوع له ( وهو الوهم الذي يدركه المثقف)- إلى الغابة المظلمة، إلى عالم النار ، للتجربة الاوليه، إلى الانصهار في جوهر الحياة .
لا أحد يرى طريقك في الغابة ألا أنت، لذا عليك أن تحيا حياتك بنفسك ولنفسك فإما أن تتحملها أو لا تتحملها و هنا يأتي الدور عليك في بناء المجتمع وتطوره.
قديما في القبائل الافريقيه ،كانوا يطلقون الشباب في سن معين ليقتنص من تجارب الطبيعة البكر وخبراتها ما يشاء ثم يعود مظفر إلى قبيلته.
لم يكن هدف مجتمعه تعليمه أو صقله لمواجهه صعاب حياته فقط ، بل لأضافه تلك الخبرات إلى بناء و تطور مجتمعه .
و بقدر من الشجاعة لمواجهه التجارب و المحن و الرجوع بقدر كبير من الإمكانيات الجديدة والمدهشة من عالم النار ، يكون إضافتك إلى المجتمع وهذا هو عمل البطل، وعلى قدر إسهامه بكميه التحارب والأحلام المحققة للمجتمع على قدر ما تكون بطولته
المجتمع – في المثال السابق- كان على درجه من الوعي ليساهم في بعث الفتى الى الرحله المقدسه فى الغابه.
ولكن مجتمعات اليوم تحارب ذلك و تفضل ان تقتصر أحلام لتتوافق مع منظومتها الداخليه ، وبمرور الزمن تتضائل وتتضائل الاحلام و بالتالى أحلام المجتمع ذاته و يصل الى حد التوقف والتجمد، بل وتحارب مع من ينشق عليها و ترفض رجوعه بعدما إعتبرت خروجه للبحث عن المعرفه نبذ ونفى له.
فى الاساطير الاغريقيه سرق برومثيوس النار من الالهه ليعطيها لإنسان , فعوقب من الالهه. فكإنما يمارس المجتمع تأليه على الفرد والانسان لقمعه و عقابه ، ولا عجب ، فالإمكانيات التى وفرها العصر فى يد المجتمع أغرته بإستخدامها ككرابيج لكبت احلام الفرد الانسان .

هناك ٦ تعليقات:

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
teba يقول...

فاوست
بما اننا نعيش فى هذا المجتمع الغارق فى حماية نفسة من افرادة حتى اذا قتل فيهم
اى شبهة حلم.
ولهذا يا عزيزى فاوست وحتى لا نصاب بالاحباط فا انا ادعو واكرر و سأظل اننا بالفعل يجب ان نحافظ على رحلتنا المقدسة للغابة والتى اظنها لا تكفى مرة واحدة فى حياتنا..يجب ان نذهب كل فترة الى هناك و نمد يدنا فى تجويف شجرة حتى يلسعنا النمل فنحتمل او نواجة دبا
ونقتلة بفرع شجرة..ثم نعود من جديد
اكثر قدرة على التحمل وعلى النسيان

fawest يقول...

طيبه -
طلاما فكرت فى صعوبه الرحله بل واستحالتها
المجتمع جمعى يا طيبه
بمعنى الجماعه بالضروره اقوى من الفرد
فمن يخرج إذا لم يعد و معه الكنز فلن يسمح له بالدخول
بل سيتهمه بالنفى على إرادته بالخروج

دعك من لسع النمل و قتال دب
هل تذكرين الحبه الزرقاء و الحبه الحمراء الذى قدمهم مورفيوس الى نيو فى الجزء الاول من ماتريكس
هذه اللحظه صعبه يا طيبه
و مجرد الاختيار الصحيح فهو لمره واحده


قلت لصديقى عندما تناقشنا فى هذه التدوينه

اريد ان ارجع بالكنز
اريدهم ان يعرفوا انى استطيع ان اتى بالكنز
وقتها فقط
سأستمتع بالكنز ليس فى الغابه لكن أمامهم

fawest يقول...

مره واحده يا طيبه
يا أموت أو ارجع بالكنز
و طريقى للكنز ارادتى ألا اموت

Rosa يقول...

فاوست
دا اللي بيدور في ذهني من فترة مش قليلة. احنا مستغرقين و مستنفذين لدرجة اننا مش عارفين نحلم مش عارفين نطور مش عارفين ناخد بايديثن يعض و نخرج من العتمة اللي ماشيين نتخبط فيها.

و طول ما احنا بنحارب لكي نعيش فقط أكيد أكيد هنفضل كدا و هتفضل هوياتنت مطموسة. فكان الله في عوننا و لكن حتى دي مشكوك فيها فكان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه ونحن لسنا في عون بعضنا

fawest يقول...

أم حجاج - أنا سعيد حقا انك زورتنى و قراتى البوست ده دلوقت

نوعا ما أستشعر انى كنت اتنبئ بشويه حاجات كده
عن احلام الفرد فى ظل هيمنه المجتمع
طب انا مش عاوز أشكر فى نفسى
بس لما أساعد زملائى الادباء فى تحقيق احلامهم من خلال اشياء فى منتهى الهيافه مثل اعلان على الفيس بوك أو ندوه أو فى المدونه
انا مثلا شايف ان مجهود ابداعهم أكبر كثير من شويه الحاجات دى
بس هما بيفرحوا و انا بفرح لفرحهم دة

دة ممكن يكون مثل عن مساعده العبد لأخيه العبد
تيجى تشوفى نظره المجتمع
انت بتعمل كده عشان مصلحه معينه
و يقعدوا يفكروا و يفتكسوا و يفننوا عن المصلحه دى
ويشوهوا صورتى عشان مش مصدقين ان ممكن واحد بيعمل كده عشان بيحب يساعد
و كمان عشان هم - الناس دول- مرضى بعدم الحلم، فلا يتخيلوا ان ممكن حد يحقق حلمه و حد ممكن يساعده على تحقيق ده . شوفتى المجتمع وحش قد إيه