الخميس، ١٥ نوفمبر ٢٠٠٧

حاجة في نفس



حكى لنا إن الرجل المشهور فقد البصر, عندما قال الراوي إن ابيضاض عينه أصابه من حزنه على ابنه المفقود – أو هكذا يظن – لم نصدقه. جادلته برفق – فهو أولا وأخيرا – يحكى وذكرته بالحادثة القديمة أن الرجل المشهور كان السبب في فقدان ولده – أو هكذا نظن -. ثاء الراوي أنى أؤول حكاية على نحو ما أريد وأعاد كلمات الرجل المشهور لأبنائه ليحرصوا على الولد ليؤكد مسار حكايته.
أمسكت الكلام من على لسانه وصحت " ها.. هنا حرض – بقصد أو بدون – أبنائه ليغلقوا كذبهم بالدماء على القميص والذئب الذي أكل الولد وهم عنه غافلون". بلغ الراوي منى مشارف الحلقوم مغتاظا فهو يعتبر الحكاية ملكه – أليس هو راويها وعلى المستمع إلا التلقي, فهدأته وقلت له " ما علينا فلنتبع حكاية الرجل الشهور قد أكون مخطئا "وجعلت ألوم نفسي ، أمامه ، "ما اغبانى هل انتهت الحكاية حتى أصدر حكمي ؟ " . استراحت جلسته وفك تقضيبه وجهه عندما سمع نفسي ألومها ولاني لم أشأ إن افسد على نفسي متعة الاستماع للحكاية نجحت حيلتي في أن يستمر الحكى. ما ضرر نفسي من لوم نفسي.
انتقل على حكاية الولد المفقود فتململ صديقي بجانبي وقال مخاطبا الراوي " يا مولانا نحن ألان في زمن الانترنت والقصة تعد بالكلمة و تعد بعدد الصفحات وأنت تريد أنت تعيدنا إلى عصور ألف ليله وليله القصة فيها تخرج وتدخل إلى الأخرى لان الليلة الثانية بعد المائة قبل الليلة الثالثة بعد المائة ". وكأنه يحمل مخزونا أخر من الصبر يفرعه لصديقه:
" القصة واحدة والحكاية متصلة و البداية من الولد والنهاية به أيضا ". فلاحقت الراوي اقتنص فسحة من الصبر قبل أن ينفذ:" فلنجعلها حكايتين والعقدة ألان - في الحكاية الثانية - هي فقدان البصر وليس فقدان الولد". بدا مسار الحكى بالعقدة الجديدة التي نبهته لها أكثر إثارة ومتعة للسامعين و عزا إلى نفسة إن الولد سيظهر في الحكاية ثانية الأكثر إمتاعا لنا ولا يخل بشئ مما تداولت لسانه على مر السنين.
قال الراوي: " فلما ساد الكساد السوق ونضبت البضاعة من المحلات, اقترح الأبناء ووافقهم الرجل المشهور على إيفاد بعثة إلى الأرض السمراء يتبضعوا من مولها الكبير وكله بالتقسيط على سبع سنوات ترجع أرضهم خضراء ويسددون باقي الإقساط ولكن الرجل المشهور حذرهم أن علاج عينة ليس في الولد الأصغر إنما عند الولد المفقود فليحافظوا عليه".
فابتسمت عندما لمحت صديقي يهمه بالاعتراض فخطر في ذهني انه يود أن يؤكد وجهه نظري من خلال نصيحة الرجل المشهور فغمزت له بإشارة انه لا داعي فالحكاية ستسير كما نريد حتى أن حاول الراوي تملكها بدعوى إننا مستمعون فقط.
قال الراوي:" وعندما عاد الأبناء من غير الولد الأصغر ثار الرجل المشهور وصاح " ضيعتم الأصغر هو الأخر, لا أمل لي في العلاج أو الشفاء ". حين اخبره احد الأبناء أنهم على موعد للعودة ثانية اجتمع معهم - كأن الأمل عاد له - وخط لهم خطة محكمة ووعدوه أن ينفذوها حرفيا هذه المرة. زعق الرجل المشهور وهم يهمون بركوب الطائرة " لا تنسوا ادخلوا من أبواب متفرقة ".
ابتسمت لان الراوي بدأ يتلعثم في الحكى والقصة لم تعد تنساب على لسانه كما كان في الماضي بل جعل يفكر في كل كلمة يقولها فجفاف المراعى... كساد في السوق والقافلة على الجمال... بعثة للطائرة ، كان هين عليه أن يغير تلك التعبيرات فقط ولكن لسانه أبى النطق بعد أن قال ببطء:" نفذ الأبناء الخطة ولم يدخلوا من باب واحد وعادوا إلى أبيهم ".
صمت كالمرعوب ينظر في عيوننا بحيرة طالبا النجدة من ورطة العصر الجديد صعدت بدلا منه ـ لم أجد جهدا لأزاحته ـ وقلت ببرود أكمل القصة " تنسم الرجل المشهور القميص بعمق ونشوة ومسح وجهه وقال
" هذا هو دم أبنى على قميصه يعيد إلى بصري...".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يرجى الرجوع للبوست ده
الصورة من موقع الفنانه العراقية رؤيا رؤوف بأذن منها
20x 50 cm زيت على كنفاة

هناك ٦ تعليقات:

_ زين_ يقول...

ماشي
حلو
رائع
جميل
هيه وبعدين ..؟؟؟
بعد مافتح بقى عمل إيه؟؟ ممكن أعرف!!
تحياتي يافلسفة

سلوى يقول...

حضرتك تقول عن شيطانك أنه لطيف و لن يؤذى احد- إلا إذا أراد – غيري
أهذا تهديد مسبق ...
إن كان لديك شيطان الكتابه فلدي شيطان الشعر ( امزح..)

سأناقش عدة نواحي
أولا اسم القصه حاجه في نفس
أكنت تقصد .. حاجه في نفس فاوست

ذكرتني بمسلسل قديم لا أذكر اسمه .. لكنه كان شبيه بقصتك

التي هي قصه نبي الله يعقوب عليه السلام
والمسلسل عالجها طبقا للعصر الحديث
فقط أخذ الأساس وبني عليه بنيان جديد وحديث

أما حضرتك فأخذت الأساس .. أو بمعنى أصح .. الراوي هو الذي أخذ الأساس وضاع به أو تاه معه في العصر الحديث

وقصه نبي الله يعقوب وابنه سيدنا يوسف عليهم السلام
أنأي بكل هذا الكلام

قال تعالى في سورة (يوسف):

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) (يوسف)

أترى لقد سميت هذه القصة .. أحسن القصص
لأسباب كثيرة جدا
المهم لي سؤال لو تسمح لي .. طبعا تجاهله إذا أردت
ما الحكمه من القصه ؟

في انتظار قصه من الألف إلى الياء تكون من قلمك أنت ...

خالص تحيااااااااتي

سلوى يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
عين ضيقة يقول...

بص ..هو انا هاجى تانى علشان البوست ده بس انا ليا تعليق ع البوست اللى فات
ممكن؟
ممكن طبعا .. نحن فى الهواء الطلق ياعزيزى

شوف ياسيدى وما سيدك الا انا
شوف يا فاوست
لما حد يختلف معانا سواء عن حق أو عن باطل ورضينا اننا ندخل معاه فى نقاش يبقى لازم نكمل للآخر بنفس الأسلوب وبنفس طول النفس اللى هو بيناقشنا بيه
بصراحة
انا كنت حاسة انك هتضرب د ضياء بدل ماترد عليه
مش مشكلة عظيمة انه مش فاهم عنوان مدونتك بالعكس دى ممكن تكون نقطة لصالحك وأخف من انه مش فاهم انك توضحله اللى هو مش فاهمه
انا أول مرة آخد بالى من التشكيل فى العنوان وافتكر انه مش كان موجود قبل كده ودى كمان أزمة مادام العنوان فصحى وقابل لأكتر من تأويل يبقى كان لازم تعنى بإعرابه من الأول
والهمزات كمان أكيد سبب فى اللخبطة دى

بص تانى
بصيت؟
طيب
د ضياء كمان عنده حق فى انك كان مفروض تستأذنه قبل ماتنشر الحوار بينكم
والله من العنوان كنت عارفة انه هو الطرف الآخر معاك
يبقى فعلا كان لازم تستأذنه

كمان طول بالك شوية وبلاش تقفش
عارف تقفش دى؟
أكيد عارف طبعا

ياللا يادكتور بقى
استنانى تانى
وللا هتقوللى كفاية تعليقات منك؟
حتى لو قلت
هقولك تانى نحن فى الهواء الطلق

أنا مش هغيب ع البوست الحالى كتير هرجع وأقولك رأيك

تصبح على خير كتير كده

MKSARAT - SAYED SAAD يقول...

صديقى العزيز
سامحنى هذة المرة خانك التعبير في نقاط كثيرة متزعلشي منى بس راجع قرايتة تاني
تحياتي

hamsaa يقول...

جميل جدا