السبت، ٢٢ سبتمبر ٢٠٠٧

البطل و الموت


أخاف الموت. بعض الناس، وقد يكون كل الناس يجدون في الموت أمر طبيعي جدا مثل الولادة، يذهبون لزيارة أم رزقت بطفل ويحضرون سبوعه تماما مثل ذهابهم إلى عزاء في كينسه أو الجامع 0
لا اعرف.. أيكون هؤلاء الناس متبلدي الشعور لدرجة تجعل قدوم شخص إلى الدنيا و رحيلة منها أمر مساوي فيروحون و ويغدون كان شيئا جلالا لم يحدث.. قد افهم انه متوازن للحياة ولكن.. لا اعرف أخاف الموت 0 يظهر في قصص رغم عنى، كتب يوما عن شاب و أوضحت فكرى من خلاله وفجاه مات 0 اوصانى احد الأدباء الكبار:" إذا اخطاءت في عمل لا تصححة إنما تشرع في عمل جديد يلافى هذا الخطأ "0
عملت بوصيته لانى أعجبت بالشخصية لتمثيلها افكارى ولكن لماذا مات لماذا قتلته ؟شرعت اكتبه في أحداث أخرى ، أعطيه مزيدا من الحياة و الأحداث والشخصيات الثانوية وانتهزت الفرصة ليتمثل لي بفكره جديدة ... ولكنه مات 0
عادتا ابحث عن أمرين قبل بداية كتابة قصة جديدة، الفكرة وجملة أو كلمة اسميها المفتاح أو النسيج الذي أبنى به باقي القصة، كترزى شاطر، اصنع فستان جديد جميل فالبسه فكرتي وتظهر القصة 0
المشكلة أنى لست خياط ماهر، فالفستان يكون جميل مطرز وموش بحبكه تنتزع التنهدات والزفرات من القلوب والحناجر 0 ولكنه لا يكون ملائم لفكرتي التي اصنع القصة من اجلها
أصبح – في نظري – قاص ماهر عندما يصنع النسيج الفني قصة تناسب فكرتي الأصلية 0 بطلي استطاع إن يلبى شعوري أنى قاص ماهر 0 فكيف اقتله أو أتركة يموت بين حروفي 0 حاولت مره ثانية وثالثة ولكنه يموت وعندما اهتديت إلى حل وهو النهاية المفتوحة.
قالت لي خطيبنى بأسى :" ليه موته " ، عرضت عليها القصة ذات النهاية المفتوحة لأعرف رأيها و فتقول لي لماذا قتلتة قلت بدهشة " جيبت منين حكاية موته " ، " أنت اللي كاتب ده وأنا جايبة حاجة من عندي". نزعت القصة من يدها وتفحصت كلماتها فلم أجد لفظ الموت أو احد مشتقاته ،" أمل..سلامه الشوف.. أنا مكتتبتش ده "
" هو أنت لازم تموته بالكلام... إيه لزمه أخوه اللي ظهر في أخر الحكاية وحملته كل الدوافع اللي عاوز يقتل بيها البطل "
" بس مقتلوش "
"وهم الناس غبية علشان تصدق ان أخوه اللي مالوش لازمة طول الحكاية واللي مصورة كده حطه منظره... طبعا علشان يقتل البطل " 0
شرحت لها مشكلتي مع الموت والبطل قلم ترد وقالت إنها لا تعرف بماذا تجيب درت على كل اصدقائى فردا فردا، ليقروا القصة ذات النهاية المفتوحة فأجابوا مثل إجابة أمل " إيه لازمة أخوه الا علشان يقتله " وفى هذه المرة خالفت الوصية فعدلت في قصتي وألغيت وجود الأخ 0
وذهبت بها إلى الأديب الكبير فقال لي :
" فين الشخصية اللي بتموت البطل "






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصورة من مدونة مخلوف رسم فيها قنديل بزي السبرطيين
معتقدش إن ليها علاقة بالقصة!!!!!

هناك ١٢ تعليقًا:

hamsaa يقول...

حمدلله على سلامتك اولا :
لابد ان نخاف الموت لانه حقيقة ستاتي لكل واحدا ذات يوما هناك حقائق لابدان تحدث و لابد ان نخشاها و ان نترجم هذا الخوف الى فعل ، كلمة الموت نفسها نرددها دائما دون ان نتذوق معانيها نحزن لها او لفراق احدا و لكننا نردده دون ادراك لم اعلم ان الموت صورته شديدة البشاعة سوي عند زيارة عمي الشهر قبل الماضي و تخيلته سيرحل عن دنياي بعد لحظات كم بكيت و كم شعرت بان هذه الدنيا لا تعني شىء و ان حقيقة الموت صعبة الافضل الاندركها .
لا اعشق الموت في الرويات فعلتها مرة واحدة و بكيت كثيرا جدا و وجهت اللوم للقلم الذي فعل ذلك و عجزت عن تغيير مجري الامور فقد تحكم في و في الاحداث و لم اكررها . و في روايات الغير افضل النهايات المفتوحة و لا اعشق الموت لان ابطال الرواية قد اصبحوا اصدقاء لي اشعر بفقدهم متي ماتوا و ابكي عليهم و احزن .
رائع قلمك و الى الامام
همسه ومدونتي قريبا مثلما اردت

goodman يقول...

نعم اتفهم ما تريدة
فكرة الموت شغلتنى كثيرا
وقد عبرت عنها احيانا فى مدونتى
تحياتى

إبـراهيم ... يقول...

واااحشني يا طـه ،،، إلا صحيح ، إزيك يا ابني ....
.
.
الموت ده حاجة ... ممممممممم ،،، حاسسه إنه مش هييجي إلا أما ننساه !
صحيح مبروك التغيير ف المدونة ، والتطوير والتجديد ، عملت اللي الكل بيعمله فيا ( أنا دخلت المدونة دي قبل كده ولا لأ ) .


على العمومًا المغامير ... في انتظـــارك

نورسين يقول...

فاوست العزيز : لا اخفيك سرا اني وددت الان لو اني بطل قصتك تلك لأتأكد من موتي أواني حقا سألاقية على يد احد اخر ،، المهم ان انتهي من تلك الحياة العبثية ،، الموت يا عزيزي نهاية مخيفة لما ينتظرنا بعده من هول الحساب وربما العقاب نتلمس رحمة الله على طاعاتنا وعباداتنا التي غالبا ما يشوبوها النقص قبل عفوه عن سهونا وعصياننا
وبرغم ذلك هفو آتي لا محالة وقد مات بطلك وباءت كل محاولتك لإقناع الجميع انه غير ذلك بالفشل ....... فلتستسلم لقناعتك الدفينة

تحياتي

_ زين_ يقول...

العزيز طاها
هو انت لازم تموت حد يابني في القصة علشان نعرف إن فيه موت..بص أنا هاأريحك.. ولو إني مش متأكد إنك هاتستريح.. فهاجس الموت يجتاح الفكر العالمي كله منذ بداية التاريخ حتى الآن، فلا تقلق..هذه الجملة تقول" إذا كنت لاتعلم من أي أرض قد أتيت فلماذا الحزن على أرض ستذهب إليها ولاتعرف أين تقع!!" فاهمني طبعا..
من ناحية تانيةأجمل القصص والروايات هي التي كتبت عن الموت ؟لماذا لأنها كتبت تحت وطأة إحساس حقيقي يجتاح كل منا.. أكتب عن الموت كما تشاء .. ولكن لاتخف منه.. لأنه قاتل جبان لايطعن إلا في الظهر..
وقول لخطيبتك متقلقش.. تكتب عن الموت.. تكتب عن الحياة.. انت قدامك مستقبل هايل.. كفاية فكرة الموز بتاعتك.. ماتطلعش إلا من فنان حقيقي، وبعدين مش كل اللي بيقوله الأساتذه صح..
صح
صباح الفل

فريدة... يقول...

طه

ازيك يا انسان

ان شاء الله تكون بخير
معلش انا مش بعلق على البوست المرة دى
المرة دي ببلغك انى بعثت لك على الماسنجر برساله اوف لين بالامس عن الافطار بتاعنا الى هو النهارده الخميس
ياريت كان معى رقم تليفونك يا طه

عموما مازل عندى امل باذن الله تتصل بي الساعة خمسة ونص النهار ده وتقول
لى انا عند البوابة انتم فين

:)

تحياتى يا طيب
منتظرينك النهارده فى الافطار وبعده هنتحرك كلنا ان شاء الله للساقية عشان ندوة أ. نزار
وأ. اسامة باعت لك سلام مخصوص معى يا استاذنا

طه منتظراك النهارده ان شاء الله

كريم بهي يقول...

فاوست
تحياتى ليك والبوست بشكل عام بطعم ولون فاوستى
لكن العنوان عاجبنى اوى
دى عنوان رواية قادمة من باطن الموهبة الفاوستية ؟؟

بدعيك لقراءة اخر قصائدى
سكْر فوق جثة الشمس
ومستنى رأيك

كريم بهي

fawest يقول...

همسة - مش عارف أرد عليك اقول أية
عندما اكتب قصة انقصل عنها أو هكذا أظن
ولكنك تعيدينى إليها
و كأن بضاعتى ردت ألى

جودمان - أحب مدونتك
وشكرا على تفهمى

إبراهيم- كم انت جميل

نورسين - عاوزة تبقى البطل كاتب القصة ام بطل القصة ذاتها
ألى محيرة البطل الاول بين الحياة و الموت


د.زين - عاوز اقابلك ونتكلم
و نتكلم
ونتكلن
ونتكلم
و نتكلم


فريدة - أسف أنى لم استطع الحضور
لكن مشاعرك و مشاعر المغامير كلها معايا
واسف اكتر على عدم حضور ندوة نزار
اتمنى تكون حلوة زى سهرة عادل

hamsaa يقول...

اضم صوتي لصوتك يا طه و انا كمان عايزة اقابل دكتور زين و لكن هو اللي يتكلم انا اتكلمت كتير
انا بقالي 11 شهور مشفتوش يرضيك

فريدة... يقول...

الله عليك

حقيقي سيطر على الخوف بل الفزع مما يصدر عن الكاتب هنا
بطله من يحمل افكاره بالذات يقتل دائما يقتل

اخاف هذا الشعور الذى ينتابنى من هذه الحالة والتى فى كثير من الاحيان اظن ان حياة البعض ليست الا ذلك الحدث المتكرر من البطل ولكن على صور شتى

اخف ما ادرك انه رغبة او طبيعة خفية داخلى او داخل اي منا
تلك التى تسير كل شيء دون الرجوع اليك
لا تسالنى كيف لها ان ترجع اليك اذا كانت هى انت

ذلك الرعب الذى به انظر لاطرافى واسالها بكثير من استنكار
هتشهدى على اه
بس هتقولى كل شي؟
اعلم انها بصمتها تفزعنى اكثر لانى اعلم انها ستفعل

اخافها

بمعنى ادق اخافنى
اخاف القوى المحركة لى دون وعى منى الا حين ينقضي كل شيء
وتلتسق التهمة بي دونى

الله عليك يا طه

يمكن كلامى الكثير ده ليه علاقة او ملوش بهذا البوست الرائع

لكن الاكيد ان هذا البوست يحمل الكثير من المحفزات للخوف والتأمل والرغبة المحمومة فى الحديث

لان الافكار تتداعى بفعل ما يحدثه داخلى هذا البوست

حقا شكرا

وحقيقي افتقدناك يوم الخميس يا طيب

_ زين_ يقول...

هابعتلك التليفون على الفيسبوك إوعى تديه لحد..ياريت تغير اللينك بتاع ابتسام لوقائع لعينه إلى التالي
http://www.o2publishing.com/_new2.php?FileName=200709280759372
ثم انت نش سايب فرصة ليه نعلق على الموضوع الجديد ولا إنت بترمي طوبة في البحر.. فهمني بس
تحياتي ياقمر

hamsaa يقول...

دة عنوان البلوجر بتاعي ذي ما انت حبيت
اتمني ينال اعجابك و يسعدني انك تنقل ساحة القتال ذي ما انت عايز
http://rehamanter.blogspot.com/
همسه