الاثنين، ١٠ سبتمبر ٢٠٠٧

عن سبب إختياري لصورة البروفيل



الدهشة البوابة الثانية بعد الحب للسحر في عالم البشر استمتع بها قبل ما تغادر عالمنا ويصبح كل شئ متوقع


من اقوال الحكيمة نهى محمود
الى الوزير طة عبد المنعم
العام السابع من القرن الواحد و العشرون بعد الميلاد

الدهشة فعل إنساني بحت، فلن تقول مثلا " أبو قردان تطلع إلى " مندهشاً "، رغم إن التفكير هو فعل إنساني شديد الخصوصية – على ما اعتقد- فقد جسدة المثال العالمي رودان بتمثال يسمى " المفكر"- بمعنى أنة استطاع تجسيد فعل إنساني في تمثال- مع ملاحظة أن هناك اتهام للمثال انه يستخدم الهياكل العظمية وجثث الموتى في صنع تماثيله فحالات مثل التفكير والفجائية نستطيع أن نصف بها الأشياء لإضفاء تأثير ما على المتلقي ولكن لا نتعدى ذلك، قد تكون عيون البقرة مليئة " بالدهشة" ولكن البقرة نفسها تدهش، من ماذا ولماذا!

انه ليس فاصل الدهشة ولكننا نتكلم عن الدهشة نفسها، يقولون أن الأطفال هم من يتجلى على وجوهم ملامح الدهشة لأنهم وبكل بساطه يتعاملوا مع العالم – كل العالم – بمنطق الاستكشاف .

لهذا فمن يحتفظ لنفسه بالقدرة الكاملة على أن يظل في حاله الدهشة مع كبر السن من الطفولة إلى الشباب وبعدها الرجولة ( أو الانوثه ) فهو من العلماء، العلماء بغض النظر عن تنقيبهم عن كل جديد في العلم واستكشافهم الأسرار والنظريات فتعاملهم بالدهشة إزاء مجالات العلم المختلفة وراء استمرارهم وتحفيزهم على مواصلة جهودهم بالإضافة لكونة في نظرهم سبب اكبر لرؤية الله تحت المجهر،كما قال المرحوم العالم أحمد مستجير عندما سئلوة أين ترى لله، قال من خلال تنظيم وإدارة الخلايا الحية حتى أدق مستويات النواة .
تقل حاله الدهشة مع العمر وظروف الحياة ونقابل اى حدث جديد في حياتنا بملامح الدهشة مخلوطة بالغضب، بالخوف أو حتى بالفرح، هذا طبيعي ومنطقي لتطور مفاهيم الإنسان داخل وعيه وتداخل صراعات المشاعر في نفوسنه إذا فجئنا أشياء جديدة





أن تموت في نفسك الدهشة فأنت – الفضل لعلبة الكبريت – غرقت في روتينية الحياة وأصبحت وأمست عليك الدنيا تسير في دوائر – بل حتى الدوائر تثير في نفسك التساؤل- وتزحف في نفق طويل مظلم بدون أدنى أثر لنقطة ضوء.

أن تموت في نفسك الدهشة فأنت – الفضل لعلبة الكبريت – ترقد في هدوء ودعة بجوار عيدان الثقاب تنتظر – بل حتى الانتظار يثير في نفسك الأمل – إصبعين اثنتين يلتقطونك بعشوائية لتحتك بشريط بنى مدبب بنتؤات تؤلمك على جانب علبة الكبريت وبشرارة ضعيفة من الألم تمتد حول رأسك الأحمر(أو اى لون حتى لا نثير فتنة عنصرية) و تكمل شعلة لهب صغيرة بالكاد تكفى بذرة تتراقص على عود خشب من النوع الردئ و هكذا تشتعل.


إذا كان حظك بين أصابع رقيقة ملونة أطرافها العليا بلون أحمر قاني فستنال نسمة هواء (من فم لة نفس لون طلاء الظافر) تطفئ حريقك وتقتلك بهدوء انثوى و لا يهم بعدها رحلة السقوط على الأرض أو في سلة القمامة.
أما إذا كانت الاصابع غليظة يتراكم السواد بين ثنايا الأظافر فلن تهنئ بالنسيم الذي يبرد نارك، ورحلة السقوط على الارض تنتهي بالدهس بالقدم

لا داعي الان لموضوع علبة الكبريت فانا والحمد للة استعدت حياتي الجديدة – التي لم أعشها قبلا- تماما مثل نيو عندما مس أصبعين المرآة اللزجة و تمددت اللزوجة لتخلصة من كونة بطارية في حقول الطاقة التي تغذى الآلات في الماتريكس.

















التحذير الذي أنادى بة: استعيد قدرتك على الدهشة لا تسمح لدرج علبة الكبريت أن ينزلق عليك في النفق المظلم. تمرد . .قاوم . ستخسر الكثير من حياتك السابقة المرفهة ولكن ستكسب نفسك.
حبيبي في الإنسانية


أعلم أن إحدى علامات إنسانيتك
هي الدهشة بكل معانيها و ملامحها

هناك ١٣ تعليقًا:

كراكيب نـهـى مـحمود يقول...

طه البوست ده من احلى التدوينات في مدونتك
لا مش علشان كملت تعاويذ السحر المتاح في عالمنا بس لان الدهشة بالفعل ايقونة سعادة عبقرية
وحدها قادرة على اضاءة قلوبنا بالبهجة والفرحه والهروب من الاعتياد والتكرار

باسم المليجي يقول...

الصورة فعلا عجباني جدا من ساعة ما شفتها فيها احساس الدهشة الطفولية والبراءة
بس بالنسبة لوضوع الكبريت فأنا اختلف معك تماما يعني في عدد في مجلة العلوم الكويتية اللي هيه ترجمة لمجلة ساينتفك أمريكان كان فيه موضوع جميل عن اشتعال عود الكبريت طبعا انت راجل كيميا فيزيا والموضوع بالنسبة لك يبقى شيق إزاي المركب ده يشتعل بالاحتكاك متهيألي ده حاجة تثير الدهشة بالفعل مش مثال للملل

بحلم يقول...

الدهشة طفلة بتنطلق وسط الدروب
خطوتها سر بينكشف
......
خطوتها بتدوس الملل جوا القلوب
الدهشة طفلة بتكتشف بسمة أمل في سكتك
تلقطها وبكل البراءة تحطها فوق شفتك

الرائع أحمد الحضري
----------------------------
يقول الفلاسفة، أن الفرق بيننا وبين الأطفال، أنهم لم "يعتادوا" العالم بعد؛مازالوا قادرين علي الاندهاش، لذلك يستمتعون بواقعهم المتجدد، المثير،بينما نعاني نحن تقليدية كل ما حولنا،ويقتلنا ملل التعود

تحياتي للتدوينة الرائعة

غير معرف يقول...

كلماتك جميلة
رمضان كريم و كل سنة و انت طيب
همسه

بلال حســــنى يقول...

مبدأيا كده محتاجين ميديا للدهشه
صناع دهشه
عشان الكسل والملل ضلعين مثلث سفلى فى بنت مرهق الوصول اليه

طه مدونتك جامده بغض النظر عن عدم قدرتى على صياغه كومنت مفهوم
اناكنت عايز اقول
الحياه مقرفه

متغيرة شوية يقول...

كنت فاكرة انك هتقول اخترت الصورة علشان بتحب جاك جاك وفيلم ذي انكريديبلز، بس ده رأي لواحدة من عالم تحكمه اليات الافلام الكارتون
الأفلام الكارتون اللي هي برضه سحر في حد ذاتها

الحياة one way street
بتفقد براءتك ودهشتك تدريجيا ، ومفيش طريق انك تستردهم تاني
علشان تتعلم لازم تفقدهم ، علشان تعيش لازم تفقدهم ، وعلشان تحس وتستمتع بتحاول تدور على براقيهم الموجودة عندك
البوست ده حبيته بجد

fawest يقول...

العزيزة نهى - احتفظ بلقب العزيزة لنهى و سهى ولما نهى بكر تبقى لادى ستنضم الى حاملات اللقب
هذة هى ثاتى مرة تشرفينى بترك اثر (تعليق)عندى وبامانة اعتبر هذا اجتياز لمرتبة جيد كمدون شكرا


ذئب - دعك انى هجرت العلوم وسيرتها لانى مازلت احمل منها التفكير و المنهج العلمى اللى شاغلنى ان سحر الموجى فى روايتها ن اوضحت ان الدنيا الان كعلبة السردين ولكنى بتعديل بسيط خلتها علبة كبريت لان النهاية المأساوية فى نظرى هى لحظة الاشتعال


بحلم - لقد ادهشتنى شكرا


همسة - مشتاقين ان نقولك مبروك على مدونتك النى اكتشفت طريقة جديدة للتعرف على الاخرين من خلال كتابتهم (أى من مدوناتهم) و لقد عرفتك جزئيا من تعليقاتك اريك للمعرفة ان تكتمل




الكنبة الحمرا - بالامانة انت اخر واحد كنت اتمنى ان يعلق على فى مدونتى المتواضعة(مش الجامدة) امال مدونتك تبقى أية!!!! سعادنى لاتوصف
المشكلة انى فاهمك و انت ابو الصياغة للاحاسيس الداخلية من غير تذويق



متغيرة شوية - شوفتى بقى الاليات تقدر تحول عقلك أذاى فى اتجاة انتى مش عايزاة
لا تسمح لدرج علبة الكبريت أن ينزلق عليك في النفق المظلم. تمرد . .قاوم . ستخسر الكثير من حياتك السابقة المرفهة

_ زين_ يقول...

العزيز فاوستوس
(الشيطان الأكبر صغير السن)
مش هاأقولك قد إيه حسيت إنك فعلا دماغ يابني، وكل الكلام الحلو والمديح اللي أعرفه في القاموس أقدمهولك على مذبح الفكر الجديد.
ماأقدرش أقول غير
إييييييه الحلاااااااااوه دي ياست
ست .. ست إيه.. إييييه الحلااااوه دي يافاوست.. دمت يابني للفكر والدهشة.
خالص حبي وتمنياتي

غير معرف يقول...

تحياتي اليك عم المدونة يا سيدي والله كل ما اقرر اتفرغ لها اجد مشاغل عديدة بجد
لكن وعد هحاول اتفرغ بس بعد شهر رمضان طبعا لان انت عارف ضيق الوقت فيه اما عن المدونة اكتشفت كريقة للتعرف على اخرين من كتاباتهم فمش فاهمة اوي معناها و هي مدح و لا ....
من فضلك وضحي الصورة
و بصفة عامة انا بعلق على كتابات العديد من المدونات لانني من عشاق الادب و من مدمني الكتابة و القراءة بس كدة
همسه

فريدة... يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
فريدة... يقول...

الدهشة الاحساس الى تعرف به انك لسة فيه حاجات لسة ماعشتهش وانك مازلت صغير ولو كان عندك 100 سنة

زى ما الذكرى الى بتقول لك انك عشت الى فات وانك كبير ولو كان عمرك 7سنين

تحياتى يا طه
ربنا يعزك وكل سنة وانت طيب

نورسين يقول...

بدأ احيك حقا على اختيارك الموفق تماما للصورة فهي حقا كلما رأيتها تستفزني لأنظر اليها اكثر ،، تعبير الدهشة الذي تتحدث عنه بذلك العمق يتمثل ببراءة واستنكار في ذلك الوجه الطفولي
كما ان فلسفة علبة الكبريت والاستكانه كعود ثقاب بها لانتظار اصبعين ما لإشعال الحياة وتغير المسار واحداث نقطة تحول ما هي حقيقة الكثير وقد كانت حقيقتي في يوم ما الا اني لم انعم باصبعين رقيقين قاحترقت وحدي

كل سنه وانت طيب

Dalia Ziada يقول...

تعرف يا طه؟ أنت مش معقول .. أنا قريت البوست حوالي ست مرات لغاية دلوقتي، أنت بتقول قصيدتي عن الدهشة عجبتك، بس أنا بقولك إنها لا تساوي شيء جنب البوست ده.. أنت ببساطة عبرت عن كل حاجة أنا كنت عاوزة أقولها و مش عارفة أطلعها. مش عارفة إذا كان ده توارد في الأفكار بيني و بينك و بين نهى و كل اللي علقوا هنا؟ أم أن فقدان لذة الإحساس بالدهشة أصبحت صفة مشتركة في جيل بأكمله و كل يعبر عنها بطريقته