الأربعاء، ١٠ أكتوبر ٢٠٠٧

ايـــــــــن نحـــــــن




" كانت الفكرة الشائعة عن الفن – في صباي – أنه إيطالي الجنسية ... وكانت الحكايات شبة الأسطورية تروي عن أبطال عصر النهضة أمثال " رافائيل " " ليوناردو "
بهذه الجملة ابتداء الفنان التشكيلي حامد سعد مقدمة كتابة الهام الفكرة المصرية في الفن ثم يتبع ذلك بقوله أن المدارس الفرنسية الحديثة هي ما تلت ذلك في وعيه أي الفنون الأوروبية عامة . لكن الأمر معي – كشاب - مختلف من حيث الترتيب ،الغريب والطريف في أن واحد أني تنبهت إلي ذلك من حادثة عارضة , ففي أثناء مقابلتي مع مدير أحد المتاحف ومحاولة لإجراء حوار معه بادرته بقولي أن أحد أجمل المتاحف التي زرتها هو متحف محمود خليل مختار وحرمة , فنظر لي بحده وقال: " هذا لا معظم معروضاته أوروبية "، لا داعي لذكر أني سارعت بنفي تلك التهمة عن نفسي رغم معرفتي أنها حقيقة .
تلي ذلك وعي علي المدارس الإيطالية والإغريقية في الفن , فقد طالعت الجزء السابع من موسوعة "العين نسمع والأذن تري" للدكتور ثروت عكاشة عن الفن الإغريقي وفنون عصر النهضة , مع أن الثلاث أجزء الأولي عن الفن المصري القديموالرابع عن الفن العراقي القديم . عندما أفكر في ذلك أعتقد أنه سلوك شائن , إهمالي لفنوني وبلدى لهثي وراء الآخرين وأعتبر أن له ظلا من التغيب الذي يعيش فيه أبناء هذا العصر والبلد .
" إن السيادة الحادثة للفن الأوروبي المعاصر هي إقليمية مستترة في صورة عالمية زائفة وهي نتيجة لسلطان القوي السياسية والاقتصادية المستبدة بواقع حياة العالم اليوم "
بهذا يفسر حامد سعيد ما شعر به وما شعرت به أيضاً رغم أنني سأختصر هذا التعبير كعادة أهل هذا العصر في العولمة ، والجدير بالذكر أن شكل الفن الأوروبي المسيطرة مختلف عن شكل الفن الأمريكي المهمين فالأول مبني علي فنون العالم القديم من رسم ونحت وموسيقي .... والثاني أكتفي بأخذ خلاصات تلك الفنون وصهرها في استوديوهات هوليود وأنتج لنا ما يسمي بالفن السابع وأضاف عليها – كعادة مطاعم الوجبات السريعة – كثير من التوابل ...... أقصد الإبهار والخدع السينمائية المختلفة.
أنا لا اعترض علي سيطرة هذه الفنون , شخصياً أحب الأفلام الأجنبية وأشعر أنها فن مثل أي فن يريد أن يقول ويناقش ويعرض وجهة نظرة وهذا ليس عيباً أو حراماً , بل أن من أركان الفن الانتشار والعرض والدعاية والإعلان.
الأشكال ليس هنا أي ليس في سيطرة السينما أو الفنون الغربية علينا، فمن حق الغرب ( أصحاب تلك الفنون ) أن يطوروا في حضارتهم ومنجزاتها كيفما شاءوا وهذا التنافس والسيطرة إيضاحهم الحق فيه فظهورهم – كحضارة عصرها مائتي عام فقط – في نهاية التاريخ – إذا جاز أن أستعير فرانسيس فوكوياما المفكر الأمريكي، فبحثهم ويدفعهم إلي إظهار كثر من التفرد والتميز والغرور أيضا فنظره إلي تاريخنا في الحضارة الفرعونية مثلاً نجد انه علي امتداد وطول الحضارة لم يكن هناك ما ينافسها في المكان أو الزمان وأصبحت نظرياً وعلمياً مصر أم الدنيا
الأشكال في أين نحن
هل نحن حقاً أصحاب الريادة أو أصبحنا أصحاب الهيافه ؟
هل أبحنا مصدري الفنون أم المجون ؟
أين إحساسنا بالفن ... بالوطن ... بالريادة
نحن نملك مورث جميل من الثقافة والفكر والإبداع لماذا لا نثق في ثقافتنا – عربية كانت أو إسلامية أو قبطية ، لماذا نتقهقر دورنا في تنوير العقل وتنمية الوعي الفني والإحساس بالجمال و محاربة القبح ،
لماذا – مثلا – نصدر للدول العربية في الخليج قبح في الحركات المهينة للجسد كمحمد سعد في دور اللمبي أو الألفاظ
الخارجة والرقصات البذيئة للرقصة مروة في حاحا وتفاحة ،
والحضارة الأمريكية تصدر لنا الجمال متمثل في التمثيل للمبدع روبرت دي نيرو أو جمال الوجه كجوليا روبرتس وكاثرين زيتا جونس

علي رأي أم كلثوم " العيب فينا مش فحبيبنا ..... أما الحب يعيني عليه "
نعم .... المفارقة والأشكال بفقد الهوية وتأثيرات العولمة في صنع أنفسنا نحن الذين همشنا دورنا ومسخناه
أما الحب ( اقصد الفنون المستوردة مثل السينما ) ليس له علاقة بالموضوع ، كفا تحميل الآخرين ذنب التغيب والجهل الذي نعيشه، الحرب – ونحن في حرب ثقافية – يحق لكل طرف أن يستخدم أسلحته فكوكب الشرق أم كلثوم ذهبت تغني في كل دول العالم حتى في فرنسا بعد النكسة , تنشر الفن المصري وتتغني بأصلتنا وعراقتنا ولم يقل احد أنها تحاول أن تسيطر علي الرأي العام العالمي تجاة قضية مصر ويجب منعها ومحاربها اللهم إلا إسرائيل .
الخلاصة كميزان قوي ثقافة , نحن الأقوى و ألأرقي بحضارتنا وثقافتنا لماذا لا نستخدم هذا للنهضة وننافس قوي الغرب الثقافية زمان كان عم سيد درويش يقول " قوم يا مصري " الآن من يقولها زمان كان فيه الست ثومة الآن من يتحمل مسئولياتها، الغرب بحضارته جميل منذ القدم وراقي وله إسهامات في الحضارة الإسلامية خاصة نقلناها عنه عن طريق الترجمات و لا ننكر ولكن أين نحن ... أين هدفنا من أن نتحسر مساحة القبح ويعود الانتصار لمعاني الجمال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة الاولى بأسم مدرسة أثينا للفنان الايطالى رافائيل(رقم 104) و الثانية لليوناردو دافنشى بأسم العشاء الاخير(رقم 25) و الاثنان من مدونة لوحات عالمية
والصورة الثانية لكوكب الشرق أم كلثوم و الثالثة لمسيقار الشعب سيد درويش

هناك ٦ تعليقات:

هموم الناس قدرى يقول...

قليل هم من يتحدثون فى مثل موضوعك لكنى اعترف لك بانى كنت اجهل ماكتبت عنه لكنى باذن الله ساتابع واكون مطلع جيد لانها ثقافه مهمه وخاصة اذا كانت تهم فنان كبير مثل محمود مختار وغيره

hamsaa يقول...

شعور دائما يراودني متي قرات كلماتك وهو شعور بانني امام شخص يريد ان يكون ملم بكل شىء و هذا عطيم جدا بعد ثقافي يعبرعن مخزونك الرائع استمر
فين الرد على الميل يا طه
كل سنة و انت طيب و عيدك مبارك

_ زين_ يقول...

العزيز دائما طاها
أولا كل سنه وانت طيب
ثانيا هو ده الكلام.. الفن والثقافة ألا ماأجملهما، ترى لو كان العالم خاليا منهما..ماذا كنا سنفعل الآن..لاأعرف ولاأرغب في المعرفة حيث أنني لاأتخيل نفسي أبدا راكبا فوق ديناصور أحاول وضع سكين في رقبته.. أليس كذلك.. لكننا أحيانا مانفعل ذلك في العصر الحديث بطريقة مغايرة، حين نضع سكينا في رقبة نجيب محفوظ، أو حين نحرق فنانينا ومثقفينا، أو حين نشرب دمائهم عبر قضايا الحسبة..
الحكاية حكاية طويلة قوي.. بس بجد عجبني البوست بتاعك يابني قوي.. شكرا لأفكارك.. استمر ياصديقي العزيز
تحياتي وتمنياتي

fawest يقول...

المستقبل - الثقافة لها معنى اكبر من القرأة و زيارة المتاحف
يجب ان تتشرب روح العالم لكى تكون مثقف حقيقى
وليس مزيف من بتوع اليومين دول الذين بعتمدون على الميدا وحدها




همسة - تقريبا كنت عاوز ارد عليك
مثل ردى على المستقبل
أعتقد أنها محاولة جيدة منى للبحث عن الثقافة

مين ريهام عنتر
على العموم يا همسة
كل سنة وانت طيبة و صدقينى وصلت سلامك لانجى و قريب بعد العيد سأبعث لك
بصور خاصة بها حصربا لانى هفتح مدونة جديدة ......
بالنسبة للرد معلش كنت مشغول شوية
المهم
اللهم قوى إيمانك
واية رأيك فى الاربع الاول بعد العيد فى الساقية
بأذن اللة نهى هتكون موجودة
كلمى نورسين أو د.زين
وانا هكلمهم برضو




د.زين - يشرفنى حقيقى ان ينال تدوينتى إعجابك
صورة محتاجة منى تفكير عميق التى قلتها عن الديناصور
.....
لية شبهن الثقافة بالديناصور
ونجيب شكل من اشكالها المعاصرة

هل تعتقد كما فهمت اننا لا نستطيع كأفراد ان تقتل الثقافة
ممكن
وممكن يمكن
لو أصبح التفكير فى هذا تفكير جمعى أى
مسيطر على تفكير المجتمع
مش هنقدر ننسى إن البدى اللى خلى نصر حامد يلجئ الى هولندا من قضية حسبة
هو هو الى بيلاحق الشاعر عبد المعطى حجازى وسفرة الصين هربا من بيع أثاث بيتة
غريب
غريب جدا لماذا مدينة مثل القاهرة عاصمة أم الدنيا مش قادرة تستحمل وجود مثقفين من نوعية نوال السعداوى أو نصر حامد أو عبد المعطى.
.
.
أةةةةة
يا بلد بتعلمى ابنك يخاف

altwati يقول...

كل عام وأنتم بخير

Prometheus يقول...

شكرا لك فاوست. اثرت الشجون بهذا المقالة الممتازة ووجدت نفسي اتساءل معك: اين نحن فعلا
اشرت الى متحف
محمود خليل واعرف انه يحتوي على الكثير من القطع الفنية الممتازة والنادرة لكن للاسف لا احد يهتم بالثقافة والفنون الا في ما ندر
وشتان بين ايام زمان وهذه الايام
تحياتي لك