الخميس، ٢٤ يناير ٢٠٠٨

كلنـــــــــــــــــا مع ليــــــــــــلى

لمن لا يعرف النظام والتقاليد في الجولة بالجامعة, معظم جوالة الكليات المختلفة تقوم بنفس الأنشطة الرئيسية المعتادة طوال العام.
فالاستقبال في بداية العام الدراسي لتوجيه الطلبة الجدد إلى أقسام الكلية المختلفة وشؤون الطلاب بالإضافة لجذب من يرغب إلى نشاط الجوالة والتعريف بمجالاته, ومعسكر نصف العام, والمعرض الفني وهو بالنسبة لمعظم أفراد الجوالة أمتع جزء في الأنشطة بأكمله, فالأفراد القدامى " في الجوالة " يعلمون الجدد مهارات مختلفة مثل الرسم على الزجاج والطباعة الاركيت والمكرميات... ونترك الكل بإمكانيات مختلفة ليبدعوا على هواهم وحسب رؤاهم الخاصة إنما في إطار معين في عمل الطريق والمجموعة التي ينتمي إليها.
عصر يوم في غرفة تصوير مستندات بالكلية وإثناء انشغالي بتصوير بعض المحاضرات, سألتني فتاه عن موعد بداية المعرض الفني وتقسيماته, فأجبتها, لانى كنت ى ابرز الناشطين في الجوالة ولكن بدا في اجابتى أنى لا اعرفها فاندهشت وقالت ألا تعرفني حتى في صورتي والحق أنى لم أكن لأعرفها فقد كانت تلبس إسدال وتضع على وجهها خمار وبمساعدة زميلة أخرى لنا تذكرتها, قالت في محاولة منها لتذكيري أنى استقبلتها أول يوم داراسى في الكلية العام الماضي وأدخلتها الجوالة ولكن لظروف وفاة والدها انقطعت عن الدراسة والكلية والجوالة وعندما عادت في السنة الدراسية الجديدة, عادت بنقاب وإسدال وتريد أن ترجع للانضمام للعشيرة لأنها أحبت المعرض الفني, عموما لم أعارض– ولا ينبغي لي –
فانا اعتبر المعرض الفني وسيلة جذب جميلة للإفراد الجدد للنشاط الكشفي وليس فقط المعسكرات وحياة الخلاء واتحاد الطلبة, مثلها مثل الاسمار حيث هناك طلاب لديهم موهبة في تأليف الاغانى وتنفيذ الاسكتشات الخفيفة.
الجدير بالذكر, نحن عشيرة الجوالة الوحيدة تقريبا التي انضم إليها مسيحي في كل
أنشطتها هذا لأننا نصر على التأكيد في تعريف الحركة الكشفية أنها حركة لا تميز بين الناس في الجنس أو اللون أو الديانة, كلنا فرحنا لانضمام ماجد لنا ولأننا حرصنا على أراحته من اى خلافات طلابية حتى يستمر معنا وكان نعده لدخول اتحاد الطلاب وللأسف هذا الطالب المسيحي اثر عليه والديه للانضمام لفرق الجوالة بالكنيسة بعدما عرفا نشاطه معنا. اذكر هذه الحادثة لكي لا يتعقد البعض أنى أدين الدين في حكاية ابتسام – كما تذكرت اسمها – والقهر الذي تعرض له ماجد مثل القهر الذي تعرضت له ابتسام في الحكاية التالية. فقط لارتاح إلى اختزال الأمر إلى قهر مجتمع ذكوري على إناث.
المهم, بنظام الحاضرات في كلية العلوم لا يستطيع احد التواجد بشكل دوري ومنتظم في مقر العشيرة ونحن – القادة – نتفهم ذلك مجبرين ولا أطيل عليكم, حدث أنى كنت موجود في مقر العشيرة على المكتب في غرفة لها واجهة زجاجية كبيرة بصفتي قائد الدوري ( نظام خاص لتنظيم تواجد الأفراد في العسيرة وتنسيق أشغالهم الفنية في المعرض ) اكتب بعض التقارير والجداول, في بهو أو فناء العشيرة جلس ثلاث فتيات يقومون ببعض الأشغال اليدوية بالخرز والترتر والرسم منهم ابتسام في خمارها. كان الوقت قبل الظهر بقليل ( لم يرفع الأذان بعد ) لأننا نخصص وقت في البرنامج اليومي للصلاة ولكننا لا نقوم للصلاة جماعة بل فرادى فلا ينتبه لنا احد ( بدون قصد )
عادتا لا انتبة لدخول وخروج اى شخص للعشيرة, فالمكان مفتوح وفى وسط الكلية ( بجانب المسجد بالمناسبة ), ولكن شعرت بشكل تآمري عندما دخل ثلاثة شبان, وقف اثنان منهم عند الباب من الداخل والأخر – اعرفه اسمه احمد عين بعد ذلك معيد بقسم الرياضيات – دخل وتوجه إلى ابتسام خاصة وقال لها أشياء لو اسمعها ولكن أثار انتباهي أمرين, الأول إن الفتاتان زميلاتها التصقوا بها بعدما كانت كل واحدة مشغولة بطاولة أمامها تحضر عليه عملها الفني, ثانيا أن ابتسام ردت على احمد بردود قليلة لم اسمعها ثم بدأت في النهنهة والبكاء الخافت وزميلاتها يربتان عليها

أرتبت فى الامر فنهضت أستطلع الامر ، فعلى حد علمى لا صله بين أحمد و أبتسام ، قبل أن أصل فوجئت بأبتسام تسرع بالخروج وتيقنت – عندما مرت بجانبى – أنها تبكى بكاءاً عنيفاً ، أوقفت أحمد لأعرف منه ماذا قال لها جعلها تبكى هكذا بعدما كانت فرحه منذ قليل فتكلم بصوت هادئ وقال أنه نصحها بعدم الجلوس فى مكان مشبوه و التوجه للمسجد للصلاه – كان من أسره الامل ذات الاتجاهات الاخوانيه – وقت صلاه الظهر لم يحن بعد – صعد الدم فى نافوخى عند سماع كلمه مشبوه فرفعت صوتى – وهو خطئى الاول و الاخير – عن ماذا يقصد بكلمه مشبوه . فرد بنفس الصوت الهادئ ( المستفز) إننكم - أى الجواله – نمسك الدف و نغنى – يقصد الاسمار – ومع كلامه وقف الشابان من على الباب خلفى وعندما رأت الفتاتان ذلك أسرعا لنداء أحد يساندنى من أفراد الجواله أو من إتحاد الطلبه . أستمر النقاش بيننا بصوتى المرتفع المتوتر و صوته الهادئ ، بدون تدخل الشابان خلفى و تطرقنا الى حديث الأفك و الامور الدينيه الخاصه بإتقاء الشبهات.
أكثر ما غاظنى إن إبتسام – وهو ما كنت أحاول أن أشرحه اه – لم تفعل شياءاً ضد الاعراف و الدين ، أنها مجرد أشغال يدويه – ليست حتى رسم أو نحت – وسط فتايات وحتى أنا كنت فى غرفه أعمل بعيداً عنهم ثم إنى لا أعرفها – أقصد معرفه شخصيه فقد أحترمت إلتزامها الدينى و لم أقترب منها كما أفعل ما باقى الزميلات ( فى حدود معهن ... طبعا ) مثل الذهاب للكافتريا مثلاً ، الى أن أتى زملائى وفضوا الاشكال ولامونى بعد ذلك على صوتى المرتفع و قيل لى أنك بهذا الانفعال و الصوت المرتفع تخسر أى قضيه لأدافع عنها و بها .
حاولت بعد ذلك مقابله مقابله أبتسام و أشرح لها – كأنى أنا المخطئ – إن من حقها ممارسه حياتها بشكل طبيعى فى حدود الالتزام الذى أختارته – أقصد الخمار و الاسدال – و الذى لا يمنع ذلك و البغيض يحاول أن يفرض سيطرته عليها بدعوى وضع هاله أكبر عليها ونحن فى العشيره – و أنا شخصياً – نحترم ذلك ولا نتعداه و النشاط ، بطبيعه الحال ، لا يتعدى ذلك .
ولكنى لم أعثر عليها ولم تسنح لى فرصه للشرح و إنتصر التزمت الدينى فى قهرها وحبس حريتها تماماً مثل ماجد و إجتذابه الى فرق الجواله بالكنيسه و بإعترافه لا يوجد بها الحميميه و الصحبه التى أفتقدها بعد فراقه عنا .
إن الجماعه أو النظام الاجتماعى فرض نوع من القهر على الفرد ( إذا كان ماجد أو أبيسام ) للإلتزام بتقاليد و أعراف هذه الجماعه ، لأنها – الجماعه و النظام الاجتماعى – فى ظنها تعتقد بذلك إنها قادره على حفظ نظامها الداخلى و بالتالى – نتيجه لهذه الممارسه – يتم قص الحريات الى يتمتع بها الفرد .
أتعمد أن أصف الحاله بالنظام الاجتماعى ، لأن الوضع الحالى أو الحاله الخاصه بماجد أو إبتسام منيثق من بيئه كبيره ،الدين فيها يحتل جزء كبير و لكنه ليس الوحيد .
فلا المسيحيه الحقه تخاف على ماجد من الانضمام لعشيره جواله مسلمه فيؤثروا على عقيدته و مسيحيته .
ولا الاسلام الصحيح يمنع فتاه ملتزمه بقواعد دينها من ممارسه هوايتها العاديه و تحافظ على علاقاتها الاجتماعيه بشكل متحضر
لهذا كلنا مع ليلى.

هناك ٩ تعليقات:

غير معرف يقول...

والله الواحد لما بيشوف الحالات دي بيسأل نفسه بجد..هو إحنا رايحين ع فين؟؟؟

بس عارف إخوان مش إخوان...حيفضل السمة العامة للشعب ده هي الوسطية، لأنه تاريخه بيقول كده، إنه يدمج كل الوافد إليه ويطلع هو بكيان آخر ، له شخصيته البارزة التي لا تطمس

عشان كده ما أظنش فكرة سعودة المجتمع المصري حتنجح، ولا وجود حاجز من الكنيسة، وربنا معانا جميعا

كريم بهي يقول...

انت زعلان منى ولا ايه
ولا خلاص نسيتنى ولا مدونة مبجيش على بالك
عموما بقولك بقلبى امتى تعووووووووووووووود بقى
وحشتنى اوى يا طه
ايه اخبارك يا معلم
وايه اخر ابدعاتك حاول تكتبلى ارجوك وتزورينى دا انت اول زائر ليا فاكر ولا

وكلنا يا عم مع ليلى وقيس كمان وكل بنى عامر

تحياتى

كريم بهي

مي بهاء الدين يقول...

الدين المعاملة..المعاملة..المعاملة

والوسطية مافيش أحسن منها
واللي بيعين نفسه قاضي ويحرم كل حاجة على الناس..ومافيش مانع من تكشيرة محترمة لإضافة الهيبة المطلوبة..بيجيب نتيجة عكسية تماما

والمظهر مش دايما مؤشر للجوهر

ديننا جميل والله..وأنا عن نفسي أحترم كل الأديان طالما كلنا نحترم بعض
ولا إيه؟ :)

fawest يقول...

شيماء زاهر - السؤال التى سألتيه لنفسك
أنا كما سألته لنفسى
عندك حق تماما
أصلى اما أشوف ده بيتأكد عندى أن ده شذوذ و بالتالى فالوسطيه هى الطبيعى
الحاله الديفالت بتاعت الشعب الى أحنا غرقانيين فى هواه
وفكره سعوده الشعب بالقنوات الدينيه و الازياء الغريبه للنقاب و الحجاب المستورده من السعوديه ما هى يا شيماء إلا شذوذ
وربنا معانا


كريم - صدقنى أنت فى بالى
لكن حقيقى بحد و أحلف ليك كمان
فى موضوعات كتيره فى مخى متركبه على بعضها
وكل ما أرتبها
تطلع حاجات تانيه تلخبطها
حتى التدوينه دى كتبها من شهلر ونص وحطتها فى الدرفت و نشرتها عشان بيقولوا أن الفيس بوك خدنا من المدونات
أخبارى هى اليوم فى تدوينه اليوم


مى عمر - الجميل بيقول كلام جميل
يعنى نؤيدينى فى أن أشخط فيه و أكشر وأبهدله
أصل الناس دى متجيش إلا بكده

Unknown يقول...

ماجد وابتسام

هى المشكلة زى ماانتا قلت نظام اجتماعى بيكبت الحريات ويفرض عليك مبادى لازم تمشى عليها ولو ما عملتش كدة ممكن يقيم عليك الحدوبرضة مش هيا دى المشكلة اوى

المشكلة احنا لامتة هنفضل على الحال دى
لامتة هنفضل ماسكين فى التفاهات والحاجات المهمة مش بندلها اهتمام

وكلنا مع ليلى

تحياتى الشديدة لك ولقلمك

غير معرف يقول...

هذه هي مدونة الشهيدات منى ونهر وندى
ضحايا عمارة الأسكندرية المنكوبة

ونأمل منكم زيارة المدونة وتدعيمها

fawest يقول...

نوراى - سؤالك فى الجون و عاوز أرد عليه فى بوست منفصل
بس مشغول علشان معرض الكتاب

باسم المليجي يقول...

فلتذهب ليلى إلى الجحيم
ده رأيي باختصار
بالتفصيل بقه
كل ما ذكرته سيادتك يدعم موقف الشاب المحترم أحمد.. باختصار الراجل شايف إن المكان اللي أنتو فيه منحرف-وأنا شخصيا بالصدفة كنت في نفس الكلية ونفس الجامعة وأؤكد لك كلامه- فقوم عمل إيه؟
لا جاب مدفع رشاش ولا زجاجات مولوتوف الراجل جه بكل بساط وكلم البنت بصوت واطي لدرجة إنك مسمعتوش.. قلها إيه مش دي المشكلة، هو قلها إللي هو مقتنع بيه، لو هيا عندها قناعة تانية فبكل بساطة ممكن تناقشه، لكن اللي حصل غير كده. منطقه انتصر وهي اتأثرت لدرجة البكاء وربنا يجعلها من حسناته.
قوم أنت عملت إيه؟
عشان أنت معندكش منطق ولا حجة قعدت ترفع صوتك عليه.. أه يا متطرفين يا متسعودين ياللي خربتوها وعاوزينا نبقى زي الأفغان.. فين الأمم المتحدة هاتولي جورج بوش الأب والأبن وكوندي وليزا وشوية رايس بالكاري.
وبعدين قعدت على المدونة بتاعتك تضيع وقتنا وتقول النظم المجتمعية اللي بتقهر الفرد وقهر المرأة والكلام اللي حمض من كتر الركنة
طب قوللي كده وعيني ف عينك.. هو مفيش قهر على الرجل ولا الطفل ولا عسكري الأمن المركزي ولا سائقي المترو ولا موظفي الشئون الاجتماعية..
فيه؟
طب قوللي ليه مبنعملش حملات لدعم كل العالم دي؟
أقولك أنا.. ولا بلاش
سؤال بس الأول.
هي الأخت ابتسام طالما هي كانت شغالة مع بنات بعييييييييييييد تماما عن طه وشغل يدوي مش أصنام ولسه الظهر ما أذنش.. ليه بعد ده كله مقدرتش ترد على الأخ أحمد؟ وقعدت تعيط بشكل انهياري.
ونبي متقوليش هو قهرها والكلام الفاضي ده.. كل واحد فينا عنده لسان ويعرف يرد هي مش مطلوب منها إنها تلاعبه كاراتيه عشان تقنعه بموقفها
هو ده رأيي
طالما واحد مش عايز يحارب عشان موقفه، أحارب له أنا ليه؟
فلتذهب ليلى إلى الجحيم.. ويمكن لقيس أن يلحق بها هناك
وعلى فكرة بالنسبة لموضوع الأخ ماجد.. مش عيب يعني شحط في الجامعة أبوه يقوله أطلع من الجوالة يطلع.. رجالة آخر زمن

غير معرف يقول...

اقرا فضيحة احمد العايدى فى مدونة
http://sho3lcairo.blogspot.com/