الاثنين، ٣٠ يوليو ٢٠٠٧

طلاق




ابواى ظلا يمارسان هذة الحيلة لمدة خمس سنوات على الأقل.أنها حيلة سحرية تماما.هكذا اعتقد عندما أدهش واصفق كالاطفال كلما فعلاها.
طرافة الأمر أن احدا غيري لم ينتبة للحيلة, فزيارات الآخرين القليلة والقصيرة لا تجعلهم يلاحظون, حتى ابواى لم يجدا اى شيء مثير بل أمى ترى أنة - أبى - مثير للشفقة .
ألان حينما أرى مهرجى السيرك يقدمون فقراتهم أو لاعبة الاكروبات تقفز في نفس اللحظة التي يصل فيها لاعب الاكروبات الثاني إلى الجانب الأخر, يخطر في ذهني أسباب مثل المال او الترفية, ولكن لم يقل احدهم لي لماذا يقومان بتلك الحيلة أمامي. توصلت إلى سبب في وقت متأخر قليلا, قد يكون لتسليتي من الوحدة المخيفة التي أعيشها بينهم.
حينما تخرج أمي من الباب يظهر أبى في مؤخرة الغرفة.
دائما يغيران المشهد, لهذا أحببت هذة اللعبة.
أبى يجلس على ريشة مروحة السقف في نفس الوقت تدور أمي في غسالة الملابس الاوتماتيكية.
تدخل أمي لتحضير العفاريت و التعاويذ السحرية في المطبخ بينما ينام أبى على سريرمعلق في جزيرة استوائية.
إذا حدث ووجدت الأمر غير مسل – وهذا نادرا – أتركهم وأستغرق في مشاهدة التلفاز وحدي.الان وبعد أن أصبح الأمر مملا بالتأكيد بعد انفصالهم النهائي, اختفوا, ولم يعد العرض صالحا للمشاهدة.
لهذا أحضرت دش و ديفيدى و بلاي ستيشن بجوار التلفاز.
ابحث عن حيلة سحرية مأساوية أخرى استمتع بها

الجمعة، ٢٧ يوليو ٢٠٠٧

حياة




للأسف الشديد ليس لي في هذا العالم غير أبى.لم اشعر بالاسف إلا منذ دقائق معدودة . تركنا في منتصف الطريق- بالنسبة لة –و ذهب ليكمل الطريق مع أسرة أخرى . رغم ذلك لم يكن لم يكن لي في هذا العالم غير أبى . كل ما اعلمة إن كل أسرة يمضى معها جزء من الطريق , يتخلف عنة أبناء – مثلى - تربيهم نساء فقط . لم أحاول أن أتعرف عليهم, قد تكون الصفة المشتركة بيننا حجة قوية لنكون أسرة واحدة بدلا من أشلاء الأسر التي تركها أبى . عثرت على رقم تليفونة . قلت لة بدون أن أرى وجهه "ماذا بعد ", فكر قليلا – بدا ذلك من وقفة صمت قصيرة – "التحق بالمدرسة و احصل عل الثانوية العامة " . ذكرت امى أنة كان فاشلا و مؤكد لم يحصل على أى شهادة دراسية و لكنها أحبتة . لم اشعر بمرور الايام و الأعوام إلا بانضمام أنثى أخرى لمنزلنا. عندما سألتة للمرة الثانية بدت لي فترة صمتة الصغيرة كحة متحشرجة في حلقة "ماذا بعد" "التحق بالجامعة و احصل على شهادة عليا" . أنفذ دائما ما يأمرني بة . الأنثى في منزلنا نضجت . أحسست أنة فرح لإنجاز ليس لة ولم يقدر علية بعدما عرف من سؤالي أنى تخرجت "ماذا بعد " أجاب فورا "التحق بوظيفة و احصل على زوجة" .أظن إن زوجتي ستنجب ذكرا . منذ دقائق علمت إن أبى توفى . اعتقد أنة لم يكلفني عناء سؤال أخر و جاوبني .

الأحد، ٢٢ يوليو ٢٠٠٧

دون مقابل


- "لماذا لا تقول لأمك " صباح الخير " إخوتك كلهم يقولونها ! ولكني لا أسمعها منك"
- "وحدي الله يا أم عطا فهو والحمد لله ليس ابن عاق فهو يتحلى بصفات وأخلاق لا توجد لدى إخوته".
- "نعم أعرف ولكني ما زلت مصره على السؤال"
دار هذا الحوار بين أمي وخالي أمامي وأنا صامت.
لأني أشعر بشئ غامض إزاء هذا السؤال لماذا لا أقول لأمي " صباح الخير " فعندما أدخل المطبخ صباح كل يوم فور استيقاظي وأبحث في الثلاجة عن كوب ماء. اسمع السؤال الدائم التكرار: " لماذا لا تقول صباح الخير ؟ " وإن اختلفت الصيغ والأساليب.
ولكن علامة الاستفهام ما تزال معلقة في عقلها وعقلي.
قد يتصور البعض إن علامة الاستفهام تتلاشى في ذهني في خضم يومي، في بعض الأحيان لا أعرف، هل أبحث عن إجابة هذا السؤال أم أنى لا أفكر فيه على الإطلاق. أجهد نفسي لفكر في هذا الأمر الغريب الذي بدأ يستوقف حياتي منطلقاً من الحقيقة الراسخة في قلبي أنى أحب امى حبا جما يملأ خلجات نفسي وخلايا قلبي.
نعم أفكر في إجابة هذا السؤال حتى عندما أمارس أحب هواية لي وهى القراءة.
فحينما كنت أقرأ أحد دواوين الشاعر الكبير نزار قباني بقلم ابنته هدباء قالت في المقدمة إن أباها أفسد حياتها بشعره وتعامله معها, فقد جعلها تقارن بينه وبين الرجال الذين قابلتهم.
ودائما تأتى المقارنة في صالحه وفى المقابل رأت أغلب الرجال طغاة
وكالومضة قفز في ذهني هذا الخاطر
كما افسد نزار حياة ابنته, أفسدت أمي حياتي إن جاز لي أن اسميها إفساد.
فقد كنت اقارن – دون أن أدرى- بين كل فتاة أقابلها و بين امى وطبيعي أن تأتى المقارنة في صالح أمي وفى المقابل أجد كل الفتيات ناقصات عقل
ولكن هذا، رغم خطورته, لا يجيب على السؤال الذي تطرحه على أمي واطرحه أنا على نفسي.
كيف كان في السهل أن أقولها كلمة ولكن وجدتها مشكلة جد خطيرة.
فكرت يوماً, عسى أن أجد حلاً, إن أمي هي المرآة الوحيدة أو الإنسان الوحيد الذي يحبني دون مقابل.
ولذلك أحببها دون مقابل
أتدرى ما هو تبادل الحب
وهو تبادل المشاعر والآراء والأفكار
نجلس أنا وهى كل مساء نرتشف القهوة لنتناقش في كتاب, فيلم, أغنيه, ذكرى أو أي موضوع.
ولكني أتجنب الحديث عن موضوع " صباح الخير "
لأني لا أعرف الإجابة فأقف صامتا
ولكنها لا تمل تكرارا السؤال .عندما توفى أبى وترك أمي أرمله صغيرة السن, حملت الضغينة ضد موت أبى.
لماذا يذهب ويترك أمي مهام كانت الأسباب التورد في وجنتها والامتلاء الخفيف المتناسق مع ثنايا جسدها و بياض البشرة الذي لم تغلبه السنون يؤكد أنها كانت في صباها ملكة جمال وروحها الطيبة المرحة التي تحتوى كل مشاكل وصعاب الدنيا للاعتناء ورعاية إخوتي.
لذلك تضخمت المشكلة في رأسي ومن فوري عرضت الموضوع برمته على أستاذ جامعي بقسم على النفس تعجبني تحليلاته ورؤيته في التلفزيون.
فابتسم لي من تحت نظارته وقال:
أقول كلمة واحدة لك أن تفهمها أو لا:
"حب والدتك على أنها أمك وليس امرأة تحبك دون مقابل"
قلت له في سرعة "ولكن الأم هي امرأة تحبك دون مقابل"
قال لي ووجهه اكتسب بملامح الجدية: "نعم هذا صحيح ولكنك لا ترفق بين المعنيين وتتعامل معها على إنها أمراء تحبك فقط وتنسى أو لا تضع في ذهنك أنها أمك وهذا سيحل مشكلتك مع الجنس الأخر وأيضا سبب وجيه لأن تقول لامك صباح الخير "
-" كيف"
قال بضجر:"إن نظرتك إليها على أنه إمرة يجعلك تضعها في مقارنة مع الجنس الأخر وهذا خطأ يجب أن يصحح بأن تفكر في أنها أمك وتدرك أن أمك وأختك وصديقتك لا يوضعن في مرتبة واحدة للمقارنة" هذه الجملة الأخيرة هي ما أبحث عنها يا دكتور قلت ذلك في سرى ولكني قاطعته بلهفة: "وصباح الخير !"
استطرد وكأنه لم يسمعنى:
ثانياً: تعاملك معها على إنها امرأة تحبك وتحبها دون مقابل أقام حاجز نوع ما على تعاملك معها بمعنى أنك تعاملها كأنثى وسترجع الأمور إلى طبيعتها بمجرد أن تنفذ نصحيتى " ساعتها أدركت
إن الأم غير كل النساء, هي نوع أخر من البشر تهب الحياة والحب والوجود والتكوين دون مقابل

الثلاثاء، ٣ يوليو ٢٠٠٧

شيطانى


كتبت هذة الكلمات في ظلام الدامس، صحوت حوالي الثالثة صباحا، هكذا اخبرني أذان الفجر الكاذب و رحت اخط افكارى المتصارعة في عقلي بقلمي على الورق، خفت أن يكون القلم مثل قلم بطل نجيب محفوظ في ثرثرة فوق النيل, فانا لأرى الورقة، فقط اشعر بملمس القلم بين اصابعى، سحبتهم من تحت المخدة. إذا كان مثل قلم أنيس افندى فأكيد سيترك علامات وعندئذ سأبيض حروفي المتناثرة صباحا، ولكن ما يقلقني هو هل الورقة بيضاء أم هي مسودة لأحد قصصي، خمنت من استواء الورقة أنها بيضاء – كما سأقول لكم لاحقا – كرمشت كل مسودات قصتي الاخيرة التي اخترت لها "حاجه في نفس" وهى مختلفة تماما عن قصتي الأخرى "شيء ينتظر الإفصاح".قال لي – في لقاء بيننا (خروجا من ساقية الصاوي) .و حتى بدون أن يقرا قصصي-
اخرج شيطانك

من لادعى لذكر أسمة !محمد الفخرانى! أخافني من قصتي التي كتبتها اليوم عندما لمحت شيطاني يطل على منها.
اعتقد أنى أعدت كتابة هذة القصة حوالي خمسة مرات لأموة قبح شيطاني فيها.فإذا ظهر لاى احد منكم فسامحوة فهو على اى حال لطيف و لن يؤذى احد- إلا إذا أراد – غيري.
انتظروا قصتي القادمة "حاجه في نفس
"